نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 8 صفحه : 127
الترمذي وغيره عن ثوبان أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: قد ذم الله سبحانه الذهب والفضة، فلو علمنا أي المال خير حتى نكسبه. فقال عمر: أنا أسأل لكم رسول الله صلى اله عليه وسلم، فسأله فقال: (لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة تعين المرء على دينه). قال حديث حسن. الثامنة - قوله تعالى: (ولا ينفقونها في سبيل الله) ولم يقل ينفقونهما، ففيه أجوبة ستة: الأول - قال ابن الأنباري: قصد الأغلب والأعم وهي الفضة، ومثله قوله: " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة " [1] [البقرة: 45] رد الكناية إلى الصلاة لأنها أعم. ومثله " وإذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا [2] إليها " [الجمعة: 11] فأعاد الهاء إلى التجارة لأنها الأهم وترك اللهو قاله كثير من المفسرين. وأباه بعضهم وقال: لا يشبهها، لان " أو " قد فصلت التجارة من اللهو فحسن عود الضمير على أحدهما. الثاني - العكس وهو أن يكون " ينفقونها " للذهب والثاني معطوفا عليه. والذهب تؤنثه العرب تقول: هي الذهب الحمراء. وقد تذكر والتأنيث أشهر. الثالث - أن يكون الضمير للكنوز. الرابع - للأموال المكنوزة. الخامس - للزكاة التقدير ولا ينفقون زكاة الأموال المكنوزة. السادس - الاكتفاء بضمير الواحد عن ضمير الآخر إذا فهم المعنى، وهذا كثير في كلام العرب. أنشد سيبويه: نحن بما عندنا وأنت بما * عندك راض والرأي مختلف [3] ولم يقل راضون. وقال آخر. [4] رماني بأمر كنت منه ووالدي * بريئا ومن أجل الطوي رماني ولم يقل بريئين. ونحوه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
[1] راجع ج 1 ص 371. [2] راجع ج 18 ص 109. [3] البيت لقيس بن الخطيم. [4] هو ابن أحمر واسمه عمرو وصف في البيت رجلا كان بينه وبينه مشاجرة في بئر - وهو الطوى - فذكر أنه رماه بأمر يكرهه ورمى أباه بمثله على برأتهما منه من أجل المشاجرة التي كانت بينهما. (عن شرح الشواهد).
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 8 صفحه : 127