نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 8 صفحه : 116
فقال له ذلك فقال: لا وتلا قوله تعالى: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " إلى قوله: " وهم صاغرون " أيعمد أحدكم إلى الصغار في عنق أحدهم فينتزعه فيجعله في عنقه! وقال كليب بن وائل: قلت لابن عمر اشتريت أرضا قال الشراء حسن. قلت: فإني أعطي عن كل جريب [1] أرض درهما وقفيز طعام. قال: لا تجعل في عنقك صغارا. وروى ميمون بن مهران عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ما يسرني أن لي الأرض كلها بجزية خمسة دراهم أقر فيها بالصغار على نفسي. قوله تعالى: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون [30] فيه سبع مسائل: الأولى - قرأ عاصم والكسائي " عزير ابن الله " بتنوين عزير. والمعنى أن " ابنا " على هذا خبر ابتداء عن عزير و " عزير " ينصرف عجميا كان أو عربيا. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر " عزير ابن " بترك التنوين لاجتماع الساكنين، ومنه قراءة من قرأ " قل هو الله أحد الله الصمد " [2] [الاخلاص: 1 - 2]. قال أبو علي: وهو كثير في الشعر. وأنشد الطبري في ذلك: لتجدني بالأمير برا * وبالقناة مدعسا [3] مكرا * إذا غطيف السلمي فرا * الثانية - قوله تعالى: (وقالت اليهود) هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لان ليس كل اليهود قالوا ذلك. وهذا مثل قوله تعالى: " الذين قال لهم
[1] الجريب من الأرض: قال بعضهم عشرة آلاف ذراع. راجع المصباح ففيه الخلاف. والقفيز: مكيال، وهو ثمانية مكاكيك. [2] راجع ج 20 ص 244. [3] رجل مدعس (بالسين والصاد): طعان.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 8 صفحه : 116