responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 7  صفحه : 211
قوله تعالى: وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحب الجنة أن سلم عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون قوله تعالى: (وبينهما حجاب) أي بين النار والجنة - لأنه جرى ذكرهما - حاجز، أسور. وهو السور الذي ذكره الله في قوله: " فضرب بينهم بسور [1] ". (وعلى الأعراف رجال) أي على أعراف السور، وهي شرفه. ومنه عرف الفرس وعرف الديك. روى عبد الله بن أبي [2] يزيد عن ابن عباس أنه قال: الأعراف الشئ المشرف. وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: الأعراف سور له عرف كعرف الديك. والأعراف في اللغة: المكان المشرف، جمع عرف. قال يحيى بن آدم: سألت الكسائي عن واحد الأعراف فسكت، فقلت: حدثنا إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس قال: الأعراف سور له عرف كعرف الديك. فقال: نعم والله، واحده يعني، وجماعته أعراف، يا غلام، هات القرطاس، فكتبه. وهذا الكلام خرج مخرج. المدح، كما قال فيه: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله [2] " وقد تكلم العلماء في أصحاب الأعراف على عشرة أقوال: فقال عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وابن عباس والشعبي والضحاك وابن جبير: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم. قال ابن عطية: وفي مسند خيثمة بن سليمان (في آخر الجزء الخامس عشر)
حديث عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة [3] دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار). قيل: يا وسول الله، فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: (أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون). وقال مجاهد:
هم قوم صالحون فقهاء علماء. وقيل: هم الشهداء، ذكره المهدوي. وقال القشيري: وقيل هم فضلاء المؤمنين والشهداء، فرغوا من شغل أنفسهم، وتفرغوا لمطالعة حال الناس، فإذا


[1] راجع ج 17 ص 245.
[2] كذا في أو ج وك. وفى ز: ابن أبي زيد. والظاهر: ابن زيد. راجع ج 12 ص 264.
[3] الصؤابة: بيضة القملة.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 7  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست