كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان ويأخذ الأكبر الميراث. عطاء: لا تربح يتيمك الذي عندك وهو غر صغير. وهذان القولان خارجان [1] عن ظاهر الآية، فإنه يقال: تبدل الشئ بالشئ أي أخذه مكانه. ومنه البدل. الرابعة - قوله تعالى: (ولا تأكلوا لهم إلى أموالكم) قال مجاهد: وهذه الآية ناهية عن الخلط في الانفاق، فإن العرب كانت تخلط نفقتها بنفقة أيتامها فنهوا عن ذلك، ثم نسخ بقوله (ان تخالطوهم فإخوانكم [2]). وقال ابن فورك عن الحسن: تأول الناس في هذه الآية النهى عن الخلط فاجتنبوه من قبل أنفسهم فخفف عنهم في آية البقرة [2]. وقالت طائفة من المتأخرين: ان (إلى) بمعنى مع، كقوله تعالى: (من أنصاري إلى الله [3]). وأنشد القتبي: يسدون أبواب القباب بضمر * إلى عنن مستوثقات الأواصر [4] وليس بجيد. وقال الحذاق: (إلى) على بابها وهي تتضمن الإضافة، أي لا تضيفوا أموالهم وتضموها إلى أموالكم في الاكل. فنهوا أن يعتقدوا أموال اليتامى كأموالهم فيتسلطوا عليها بالاكل والانتفاع. الخامسة - قوله تعالى: (انه كان حوبا كبيرا) (أنه) أي الاكل. (كان حوبا كبيرا) أي إثما كبيرا، عن ابن عباس والحسن وغيرهما. يقال: حاب الرجل يحوب حوبا إذا أثم. وأصله الزجر للإبل، فسمي الاثم حوبا، لأنه يزجر عنه وبه. ويقال في الدعاء: اللهم اغفر حوبتي، أي إثمي. والحوبة أيضا الحاجة. ومنه في الدعاء: إليك أرفع حوبتي، أي حاجتي. والحوب الوحشة، ومنه قوله عليه السلام لأبي أيوب: (إن طلاق أم أيوب لحوب). وفيه ثلاث لغات (حوبا) بضم الحاء وهي قراءة العامة ولغة أهل الحجاز. وقرأ الحسن (حوبا) بفتح الحاء. وقال الأخفش: وهي لغة تميم. مقاتل: لغة الحبش.
[1] في ب وج وى وط وه: خارج. [2] راجع ج 3 ص 62 [3] راجع ج 18 ص 89 [4] البيت لسلمة بن الحرشب يصف الحيل، يريد خيلا ربطت بأفنيتهم. والعنن: كنف سترت بها الخيل من الربح والبرد، والأواصر: الأواخي والأواري واحدتها آصرة، وهو حبل يدفن في الأرض ويبرز منه كالعروة تشد عليه الداية. (عن اللسان مادتي أصر وأخا).