نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 20 صفحه : 91
سورة " الضحى " مكية باتفاق. وهي إحدى عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: والضحى [1] والليل إذا سجى [2] ما ودعك ربك وما قلى [3] قوله تعالى: (والضحى. والليل إذا سجى) قد تقدم القول في " الضحى " [1]، والمراد به النهار، لقوله: " والليل إذا سجى " فقابله بالليل. وفي سورة (الأعراف) " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون. أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون " [2] [الأعراف: 97 - 98] أي نهارا. وقال قتادة ومقاتل وجعفر الصادق: أقسم بالضحى الذي كلم الله فيه موسى، وبليلة المعراج. وقيل: هي الساعة التي خر فيها السحرة سجدا. بيانه قوله تعالى: " وأن يحشر الناس ضحى " [3] [طه: 59]. وقال أهل المعاني فيه وفي أمثاله: فيه إضمار، مجازه ورب الضحى. و " سجا " معناه: سكن، قاله قتادة ومجاهد وابن زيد وعكرمة. يقال: ليلة ساجية أي ساكنة. ويقال للعين إذا سكن طرفها: ساجية. يقال: سجا الليل يسجو سجوا: [4] إذا سكن. والبحر إذا سجا: سكن. قال الأعشى: فما ذنبنا [5] أن جاش بحر ابن عمكم * وبحرك ساج ما يواري الدعامصا وقال الراجز: يا حبذا القمراء والليل الساج * وطرق مثل ملاء النساج
[1] راجع ص 72 وما بعدها من هذا الجزء. [2] آية 97، 98. [3] آية 59 سورة طه. [4] في اللسان: (يسجو سجوا وسجوا). [5] في ديوان الأعشى: * أتوعدني أن جاش... * والدعامص: جمع الدعموص: وهو دويبة صغيرة تكون في مستنقع الماء.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 20 صفحه : 91