responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 2  صفحه : 56
على الساحر في الدنيا إذا عثر عليه، لأنه يؤدب ويزجر، ويلحقه شؤم السحر. وباقي الآي بين لتقدم معانيها. واللام في " ولقد علموا " لام توكيد. " لمن اشتراه " لام يمين، وهي للتوكيد أيضا. وموضع " من " رفع بالابتداء، لأنه لا يعمل ما قبل اللام فيما بعدها. و " من " بمعنى الذي. وقال الفراء. هي للمجازاة. وقال الزجاج: ليس هذا بموضع شرط، و " من " بمعنى الذي، كما تقول: لقد علمت، لمن جاءك ما له عقل. " من خلاق " " من " زائدة، والتقدير ما له في الآخرة خلاق، ولا تزاد في الواجب، هذا قول البصريين. وقال الكوفيون:
تكون زائدة في الواجب، واستدلوا بقوله تعالى: " يغفر لكم من ذنوبكم [1] " والخلاق: النصيب، قاله مجاهد. قال الزجاج: وكذلك هو عند أهل اللغة، إلا أنه لا يكاد يستعمل إلا للنصيب من الخير. وسئل عن قوله تعالى: " ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق " فأخبر أنهم قد علموا. ثم قال: " ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " فأخبر أنهم لا يعلمون، فالجواب وهو قول قطرب والأخفش: أن يكون الذين يعلمون الشياطين، والذين شروا أنفسهم - أي باعوها - هم الانس الذين لا يعلمون. قال الزجاج وقال علي بن سليمان: الأجود عندي أن يكون " ولقد علموا " للملكين، لأنهما أولى بأن يعلموا. وقال: " علموا " كما يقال:
الزيدان قاموا. وقال الزجاج: الذين علموا علماء اليهود، ولكن قيل: " لو كانوا يعلمون " أي فدخلوا في محل من يقال له: لست بعالم، لأنهم تركوا العمل بعلمهم واسترشدوا من الذين عملوا بالسحر.
قوله تعالى: ولو أنهم أمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون [103] قوله تعالى: " ولو أنهم آمنوا واتقوا " أي اتقوا السحر. " لمثوبة " المثوبة الثواب، وهي جواب " ولو أنهم آمنوا " عند قوم. وقال الأخفش سعيد: ليس ل‌ " لو " هنا جواب في اللفظ ولكن في المعنى، والمعنى لأثيبوا. وموضع " أن " من قوله: " ولو أنهم " موضع رفع، أي لو وقع إيمانهم، لان " لو " لا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مضمرا، لأنها بمنزلة حروف الشرط إذ كان لا بدله من جواب، و " أن " يليه فعل. قال محمد بن يزيد:


[1] راجع ج 16 ص 217.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 2  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست