responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 19  صفحه : 285
قلت: وعلى هذا اختلفت أقوال العلماء في الشاهد، فقيل: الله تعالى، عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير، بيانه: " وكفى بالله شهيدا " [1] [النساء: 79]، " قل أي شئ أكبر شهادة؟ قل الله شهيد [2] بيني وبينكم " [الانعام: 19]. وقيل: محمد صلى الله عليه وسلم، عن ابن عباس أيضا والحسين ابن علي، وقرأ ابن عباس " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " [1] [النساء: 41]، وقرأ الحسين " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا [2] ومبشرا ونذيرا " [الأحزاب: 45].
قلت: وأقرأ أنا " ويكون الرسول عليكم شهيدا ". وقيل: الأنبياء يشهدون على أممهم، لقوله تعالى: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد " [1] [النساء: 41]. وقيل: أدم. وقيل:
عيسى بن مريم، لقوله: " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " [4] [المائدة: 117]. والمشهود: أمته. وعن ابن عباس أيضا ومحمد بن كعب: الشاهد الانسان، دليله: " كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " [الاسراء: 14]. مقاتل: أعضاؤه، بيانه: " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " [5] [النور: 24]. الحسين بن الفضل: الشاهد هذه الأمة، والمشهود سائر الأمم، بيانه:
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " [البقرة: 143]. وقيل: الشاهد: الحفظة، والمشهود: بنو آدم. وقيل: الليالي والأيام. وقد بيناه.
قلت: وقد يشهد المال على صاحبه، والأرض بما عمل عليها، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة). وفي الترمذي عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: " يومئذ تحدث أخبارها " [الزلزلة: 4] قال:
(أتدرون ما أخبارها)؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإن أخبارها أن تشهد على


[1] راجع ج 5 ص 287، 197.
[2] راجع ج 6 ص 399.
[3] راجع ج 14 ص 199.
[4] راجع ج 2 ص 153.
[5] راجع ج 6 ص 376


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 19  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست