responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 19  صفحه : 282
قوله تعالى: (بل الذين كفروا يكذبون) محمدا صلى الله عليه وسلم وما جاء به.
وقال مقاتل: نزلت في بني عمرو بن عمير وكانوا أربعة، فأسلم اثنان منهم. وقيل: هي في جميع الكفار. (والله أعلم بما يوعون) أي بما يضمرونه في أنفسهم من التكذيب. كذا روى الضحاك عن ابن عباس. وقال مجاهد: يكتمون من أفعالهم. ابن زيد: يجمعون من الأعمال الصالحة والسيئة، مأخوذ من الوعاء الذي يجمع ما فيه، يقال: أوعيت الزاد والمتاع: إذا جعلته في الوعاء، قال الشاعر:
الخير أبقى وإن طال الزمان به * والشر أخبث ما أوعيت من زاد ووعاه أي حفظه، تقول: وعيت الحديث أعيه وعيا، وأذن واعية. وقد تقدم [1]. (فبشرهم بعذاب اليم) أي موجع في جهنم على تكذيبهم. أي اجعل ذلك بمنزلة البشارة. (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) استثناء منقطع، كأنه قال: لكن الذين صدقوا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وعملوا الصالحات، أي أدوا الفرائض المفروضة عليهم " لهم أجر " أي ثواب " غير ممنون " أي غير منقوص ولا مقطوع، يقال: مننت الحبل: إذا قطعته.
وقد تقدم [2]. وسأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله: (لهم اجر غير ممنون) فقال:
غير مقطوع. فقال: هل تعرف ذلك العرب؟ قال: نعم قد عرفه أخو يشكر حيث يقول [3]:
فترى خلفهن من سرعة الرجع * منينا كأنه أهباء قال المبرد: المنين: الغبار، لأنها تقطعه وراءها. وكل ضعيف منين وممنون. وقيل:
" غير ممنون " لا يمن عليهم به. وذكر ناس من أهل العلم أن قوله: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ليس استثناء، وإنما هو بمعنى الواو، كأنه قال: والذين آمنوا. وقد مضى في " البقرة " [4] القول فيه والحمد لله. تمت سورة الانشقاق.


[1] راجع ج 18 ص 263.
[2] راجع ج 15 ص 341.
[3] تقدم هذا البيت بلفظ: فترى حتفها من الرجع والع * منينا... الخ.
[4] راجع ج 2 ص 169.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 19  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست