نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 19 صفحه : 183
قوله تعالى: (إن للمتقين مفازا) ذكر جزاء من اتقى مخالفة أمر الله " مفازا " موضع فوز ونجاة وخلاص مما فيه أهل النار. ولذلك قيل للفلاة إذا قل ماؤها: مفازة، تفاؤلا بالخلاص منها. (حدائق وأعنابا) هذا تفسير الفوز. وقيل: " إن للمتقين مفازا " إن للمتقين حدائق، جمع حديقة، وهي البستان المحوط عليه، يقال أحدق به: أي أحاط. والأعناب: جمع عنب، أي كروم أعناب، فحذف. (وكواعب أترابا) كواعب: جمع كاعب وهي الناهد، يقال: كعبت الجارية تكعب كعوبا، وكعبت تكعب تكعيبا، ونهدت تنهد نهودا. وقال الضحاك: ككواعب العذارى، ومنه قول قيس بن عاصم: وكم من حصان قد حوينا كريمة * ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر والأتراب: الاقران في السن. وقد مضى في سورة " الواقعة " [1] الواحد: ترب. (وكأسا دهاقا) قال الحسن وقتادة وابن زيد وابن عباس: مترعة مملوءة، يقال: أدهقت الكأس: أي ملأتها، وكأس دهاق أي ممتلئة، قال: ألا فاسقني صرفا سقاني الساقي * من مائها بكأسك الدهاق وقال خداش بن زهير: أتانا عامر يبغي قرانا * فأترعنا له كأسا دهاقا وقال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وابن عباس أيضا: متتابعة، يتبع بعضها بعضا، ومنه ادهقت الحجارة أدهاقا، وهو شدة تلازبها ودخول بعضها في بعض، فالمتتابع كالمتداخل. وعن عكرمة أيضا وزيد بن أسلم: صافية، قال الشاعر: لأنت إلى الفؤاد أحب قربا * من الصادي إلى كأس دهاق وهو جمع دهق [2]، وهو خشبتان [يغمز] [3] بهما [الساق]. والمراد بالكأس الخمر، فالتقدير: خمرا ذات دهاق، أي عصرت وصفيت، قاله القشيري. وفي الصحاح: وأدهقت الماء: أي أفرغته
[1] راجع ج 17 ص 211. [2] في (اللسان: دهق): والدهق (بالتحريك): ضرب من العذاب. وهو بالفارسية: (أشكنجة). ودهقت الشئ: كسرته وقطعته. اه. [3] التصحيح من كتب اللغة وفي الأصول: خشبتان يعصر بهما.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 19 صفحه : 183