نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 19 صفحه : 176
السحت والحرام والمكس. وأما المنكسون رؤوسهم ووجوههم، فأكلة الربا، والعمي: من يجور في الحكم، والصم البكم: الذين يعجبون بأعمالهم. والذين يمضغون ألسنتهم: فالعلماء والقصاص الذين يخالف قولهم فعلهم. والمقطعة أيديهم وأرجلهم: فالذين يؤذون الجيران. والمصلبون على جذوع النار: فالسعاة بالناس إلى السلطان والذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات، ويمنعون حق الله من [1] أموالهم. والذين يلبسون الجلابيب: فأهل الكبر والفخر والخيلاء). قوله تعالى: (وفتحت السماء فكانت أبوابا) أي لنزول الملائكة، كما قال تعالى: " ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " [الفرقان: 25]. وقيل: تقطعت، فكانت قطعا كالأبواب فانتصاب الأبواب على هذا التأويل بحذف الكاف. وقيل: التقدير فكانت ذات أبواب، لأنها تصير كلها أبوابا. وقيل: أبوابها طرقها. وقيل: تنحل وتتناثر، حتى تصير فيها أبواب. وقيل: إن لكل عبد بابين في السماء: بابا لعمله، وبابا لرزقه، فإذا قامت القيامة انفتحت الأبواب. وفي حديث الاسراء: (ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا). (وسيرت الجبال فكانت سرابا) أي لا شئ كما أن السراب كذلك: يظنه الرائي ماء وليس بماء. وقيل: " سيرت " نسفت من أصولها. وقيل: أزيلت عن مواضعها. قوله تعالى: إن جهنم كانت مرصادا [21] للطاغين مآبا [22] لابثين فيها أحقابا [23] لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا [24] إلا حميما وغساقا [25] جزاء وفاقا [26] إنهم كانوا لا يرجون حسابا [27] وكذبوا بآياتنا كذابا [28] وكل شئ أحصيناه كتابا [29] فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا [30]