responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 18  صفحه : 90
قال الله لعيسى إذا دخلت القرية فأت النهر الذي عليه القصارون [1] فاسألهم النصرة، فأتاهم عيسى وقال: من أنصاري إلى الله؟ قالوا: نحن ننصرك. فصدقوه ونصروه. ومعنى من أنصاري إلى الله أي من أنصاري مع الله، كما تقول: الذود إلى الذود إبل، أي مع الذود. وقيل: أي من أنصاري فيما يقرب إلى الله. " وقد مضى هذا في آل عمران [1] " (فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة) والطائفتان في زمن عيسى افترقوا بعد رفعه إلى السماء، على ما تقدم في " آل عمران " بيانه. " فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم الذين كفروا بعيسى. " فأصبحوا ظاهرين " أي غالبين. قال ابن عباس: أيد الله الذين آمنوا في زمن عيسى بإظهار محمد على دين الكفار. وقال مجاهد: أيدوا في زمانهم على من كفر بعيسى. وقيل أيدنا الآن المسلمين على الفرقتين الضالتين، من قال كان الله فارتفع، ومن قال كان ابن الله فرفعه الله إليه، لان عيسى بن مريم لم يقاتل أحدا ولم يكن في دين أصحابه بعده قتال. وقال زيد بن علي وقتادة: " فأصبحوا ظاهرين " غالبين بالحجة والبرهان، لأنهم قالوا فيما روي: ألستم تعلمون أن عيسى كان ينام والله لا ينام، وأن عيسى كان يأكل والله تعالى لا يأكل!. وقيل: نزلت هذه الآية في رسل عيسى عليه الصلاة والسلام. قال ابن إسحاق: وكان الذي بعثهم عيسى من الحواريين والاتباع فطرس وبولس إلى رومية، واندراييس ومتى إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس. وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق. وفيلبس إلى قرطاجنة وهي أفريقية. ويحنس إلى دقسوس قرية أهل الكهف.
ويعقوبس إلى أورشليم وهي بيت المقدس،. وابن تلما إلى العرابية وهي أرض الحجاز.
وسيمن إلى أرض البربر. ويهودا وبردس إلى الإسكندرية وما حولها [2]. فأيدهم الله بالحجة.
" فأصبحوا ظاهرين " أي عالين، من قولك: ظهرت على الحائط أي علوت عليه.
والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب. [3]


[1] القصار: محور الثياب ومبيضها راجع ج 4 ص 97 وص 100
[2] يلاحظ أن هذه الأسماء وردت محرفة في نسخ الأصل، وأثبتناها كما وردت في تاريخ الطبري (ج 3 قسم أول
ص 737 طبع أوربا).
[3] ما بين المربعين ساقط من ح، ز، س، ط


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 18  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست