نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 18 صفحه : 162
فيكم وعليكم. وقال الربيع بن خيثم: إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه، ومن أقرضه جازاه، ومن وثق به نجاه، ومن دعاه أجاب له. وتصديق ذلك في كتاب الله: " ومن يؤمن بالله يهد [1] قلبه " [التغابن: 11]. " ومن يتوكل على الله [1] فهو حسبه " [الطلاق: 3]. " إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم " [1] [التغابن: 17]. " ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم " [2] [آل عمران: 101]. " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " [3] [البقرة: 186]. قوله تعالى: واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولت الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا 4 ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا 5 قوله تعالى: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر) فيه سبع مسائل: الأولى: قوله تعالى: " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم " لما بين أمر الطلاق والرجعة في التي تحيض، وكانوا قد عرفوا عدة ذوات الأقراء، عرفهم في هذه السورة عدة التي لا ترى الدم وقال أبو عثمان عمر بن سالم: لما نزلت عدة النساء في سورة " البقرة " في المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال أبي بن كعب: يا رسول الله، إن ناسا يقولون قد بقي من النساء من لم يذكر فيهن شئ: الصغار وذوات الحمل، فنزلت: " واللائي يئسن " الآية. وقال مقاتل: لما ذكر قوله تعالى: " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء " [البقرة: 228] [4] قال خلاد بن النعمان: يا رسول الله، فما عدة التي لم تحض، وعدة التي انقطع حيضها، وعدة
[1] راجع ص 139 وص 161، 146 من هذا الجزء. [2] راجع ج 4 ص 156 [3] راجع ج 2 ص 308. [4] ج 3 ص 112
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 18 صفحه : 162