responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 17  صفحه : 57
حقه المتينة فذكره لأنه ذهب بها إلى الشئ المبرم المحكم الفتل، يقال: حبل متين.
وأنشد الفراء:
لكل دهر قد لبست أثوبا * حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا * من ريطة واليمنة المعصبا *
فذكر المعصب، لان اليمنة صنف من الثياب، ومن هذا الباب قوله تعالى: (فمن جاءه موعظة [1]) أي وعظ (وأخذ الذين ظلموا الصيحة [2]) أي الصياح والصوت.
قوله تعالى: (فان للذين ظلموا) أي كفروا من أهل مكة (ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم) أي نصيبا من العذاب مثل نصيب الكفار من الأمم السالفة. وقال ابن الأعرابي:
يقال يوم ذنوب أي طويل الشر لا ينقضي. وأصل الذنوب في اللغة الدلو العظيمة، وكانوا يستقون الماء فيقسمون ذلك على الأنصباء فقيل للذنوب نصيب من هذا، قال الراجز:
لنا ذنوب ولكم ذنوب * فإن أبيتم فلنا القليب وقال علقمة:
وفي كل يوم قد خبطت بنعمة * فحق لشأس من نداك ذنوب وقال آخر [3]:
لعمرك والمنايا طارقات * لكل بني أب منها ذنوب الجوهري: والذنوب الفرس الطويل الذنب، والذنوب النصيب، والذنوب لحم أسفل المتن، والذنوب الدلو الملأى ماء. وقال ابن السكيت: فيها ماء قريب من المل ء يؤنث ويذكر، ولا يقال لها وهي فارغة ذنوب، والجمع في أدنى العدد أذنبة والكثير ذنائب، مثل قلوص وقلائص. (فلا يستعجلون) أي فلا يستعجلون نزول العذاب بهم، لأنهم قالوا: يا محمد (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين [4]) فنزل بهم يوم بدر ما حقق به وعده وعجل بهم انتقامه، ثم لهم في الآخرة العذاب الدائم، والخزي القائم، الذي لا انقطاع له


[1] راجع ج 3 ص 359
[2] راجع ج 9 ص 61
[3] قائله أبو ذؤيب.
[4] راجع ج 7 ص 237 و ج 9 ص 27


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 17  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست