نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 51
تركتني حين كف الدهر من بصري * وإذ بقيت كعظم الرمة البالي وقال قتادة: إنه الذي ديس من يابس النبات. وقال أبو العالية والسدي: كالتراب المدقوق. قطرب: الرميم الرماد. وقال يمان: ما رمته الماشية من الكلأ بمرمتها. ويقال للشفة المرمة والمقمة بالكسر، والمرمة بالفتح لغة فيه. وأصل الكلمة من رم العظم إذا بلي، تقول منه: رم العظم يرم بالكسر رمة فهو رميم، قال [الشاعر [1]]: ورأى عواقب خلف ذاك مذمة * تبقى عليه والعظام رميم والرمة بالكسر العظام البالية والجمع رمم ورمام. ونظير هذه الآية: (تدمر كل شئ) حسب ما [2] تقدم. قوله تعالى: وفى ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين [43] فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون [44] فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين [45] قوله تعالى: (وفى ثمود) أي وفيهم أيضا عبرة وآية حين قيل لهم عيشوا متمتعين بالدنيا (حتى حين) أي إلى وقت الهلاك وهو ثلاثة أيام كما في هود: [3] (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام). وقيل: معنى (تمتعوا) أي أسلموا وتمتعوا إلى وقت فراغ آجالكم. (فعتوا عن أمر ربهم) أي خالفوا أمر الله فعقروا الناقة (فأخذتهم الصاعقة) أي الموت. وقيل: هي كل عذاب مهلك. قال الحسين بن واقد: كل صاعقة في القرآن فهو العذاب. وقرأ عمر بن الخطاب وحميد وابن محيصن ومجاهد والكسائي (الصعقة) يقال صعق الرجل صعقة وتصعاقا أي غشي عليه. وصعقتهم السماء [4] أي ألقت عليهم الصاعقة. والصاعقة أيضا صيحة العذاب وقد مضى في (البقرة [5]) وغيرها. (وهم ينظرون) إليها نهارا. (فما استطاعوا من قيام) قيل: معناه
[1] من ن. [2] راجع ج 16 ص 206. [3] راجع ج 9 ص 60. [4] في ح، ز، ل، ن: (إذا ألقت). [5] راجع ج 1 ص 219.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 51