نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 49
آمنا قل لم تؤمنوا) يدل على الفرق بين الايمان والاسلام وهو مقتضى حديث جبريل عليه السلام في صحيح مسلم وغيره. وقد بيناه في غير موضع. قوله تعالى: (وتركنا فيها آية) أي عبرة وعلامة لأهل ذلك الزمان ومن بعدهم، نظيره: (ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون [1]). ثم قيل: الآية المتروكة نفس القرية) الخربة. وقيل: الحجارة المنضودة التي رجموا بها هي الآية. (للذين يخافون) لأنهم المنتفعون [2]. قوله تعالى: وفى موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين [38] فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون [39] فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم [40] قوله تعالى: (وفى موسى) أي وتركنا أيضا في قصة موسى آية. وقال الفراء: هو معطوف على قوله: (وفي الأرض آيات) (وفي موسى). (إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين) أي بحجة بينة وهي العصا. وقيل: أي بالمعجزات من العصا وغيرها. قوله تعالى: (فتولى بركنه) أي فرعون أعرض عن الايمان (بركنه) أي بمجموعه وأجناده، قاله ابن زيد. وهو معنى قول مجاهد، ومنه قوله: (أو آوي إلى ركن [3] شديد) يعني المنعة والعشيرة. وقال ابن عباس وقتادة: بقوته. ومنه قول عنترة: فما أوهى مراس الحرب ركني * ولكن ما تقادم من زماني [4] وقيل: بنفسه. وقال الأخفش: بجانبه، كقوله تعالى: (أعرض ونأى بجانبه [5] وقاله المؤرج. الجوهري: وركن الشئ جانبه الأقوى، وهو يأوي إلى ركن شديد أي عزة ومنعه. القشيري: والركن جانب البدن. وهذا عبارة عن المبالغة في الاعراض عن الشئ.
[1] راجع ج 13 ص 343. [2] في ح (المشفقون). [3] راجع ج 9 ص 78. [4] في رواية: ولا وصلت إلي يد الزمان. [5] راجع ج 10 ص 321.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 49