نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 185
تعالى: (مدهامتان) أي سوداوان من شدة الخضرة من الري، والعرب تقول لكل أخضر أسود. وقال لبيد يرثي قتلى هوازن: وجاءوا [1] به في هودج ووراءه * كتائب خضر في نسيج السنور السنور لبوس من قد كالدرع. وسميت قرى العراق سوادا لكثرة خضرتها. ويقال لليل المظلم: أخضر. ويقال: أباد الله خضراءهم أي سوادهم. قوله تعالى: فيهما عينان نضاختان [66] فبأي آلاء ربكما تكذبان [67] فيهما فاكهة ونخل ورمان [68] فبأي آلاء ربكما تكذبان [69] قوله تعالى: (فيهما عينان نضاختان) أي فوارتان بالماء، عن ابن عباس. والنضخ بالخاء أكثر من النضح بالحاء. وعنه أن المعنى نضاختان بالخير والبركة، وقاله الحسن ومجاهد. ابن مسعود وابن عباس أيضا وأنس: تنضخ على أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور في دور أهل الجنة كما ينضخ رش المطر. وقال سعيد بن جبير: بأنواع الفواكه والماء. الترمذي: قالوا بأنواع الفواكه والنعم [2] والجواري المزينات والدواب المسرجات والثياب الملونات. قال الترمذي: وهذا يدل على أن النضخ أكثر من الجري. وقيل: تنبعان ثم تجريان. قوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان) فيه مسألتان. الأولى - قال بعض العلماء: ليس الرمان والنخل من الفاكهة، لان الشئ لا يعطف على نفسه إنما يعطف على غيره. وهذا ظاهر الكلام. وقال الجمهور: هما من الفاكهة وإنما أعاد ذكر النخل والرمان لفضلهما وحسن موقعهما على الفاكهة، كقوله تعالى:
[1] وجاءوا به: يعنى قتادة بن مسلمة الحنفي. [2] في ب. (النعيم).
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 185