نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 17 صفحه : 143
وعن ابن عباس: أنهم كانوا مثل القمح الذي ديس وهشم، فالمحتظر على هذا الذي يتخذ حظيرة على زرعه، والهشيم فتات السنبلة والتبن. (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) قوله تعالى: كذبت قوم لوط بالنذر [33] انا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر [34] نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر [35] ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر [36] ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر [37] ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر [38] فذوقوا عذابي ونذر [39] ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [40] قوله تعالى: (كذبت قوم لوط بالنذر) أخبر عن قوم لوط أيضا لما كذبوا لوطا. (انا أرسلنا عليهم حاصبا) أي ريحا ترميهم بالحصباء وهي الحصى، قال النضر: الحاصب الحصباء في الريح. وقال أبو عبيدة: الحاصب الحجارة. وفي الصحاح: والحاصب الريح الشديدة التي تثير الحصباء وكذلك الحصبة، قال لبيد: جرت عليها أن خوت من أهلها * أذيالها كل عصوف حصبه عصفت الريح أي اشتدت فهي ريح عاصف وعصوف. وقال الفرزدق: مستقبلين شمال الشام تضربنا * بحاصب كنديف القطن منثور (الا آل لوط) يعني من تبعه على دينه ولم يكن إلا بنتاه (نجيناهم بسحر) قال الأخفش: إنما أجراه لأنه نكرة، ولو أراد سحر يوم بعينه لما أجراه، ونظيره: (اهبطوا مصرا [1]) لما نكره، فلما عرفه في قوله: (ادخلوا مصر إن شاء [2] الله) لم يجره، وكذا قال الزجاج: (سحر) إذا كان نكرة يراد به سحر من الأسحار يصرف، تقول أتيته سحرا، فإذا أردت سحر يومك