نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 63
وما قبلها جوابا لها، لأنها لم تعمل في اللفظ. ونظيره: " وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين " [1] [البقرة: 278] وقيل: الجواب محذوف دل عليه ما تقدم، كما تقول: أنت ظالم إن فعلت. ومعنى الكسر عند الزجاج الحال، لان في الكلام معنى التقرير والتوبيخ. ومعنى " صفحا " إعراضا، يقال: صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه. وقد ضربت عنه صفحا إذا أعرضت عنه وتركته. والأصل فيه صفحة العنق، يقال: أعرضت عنه أي وليته صفحة عنقي. قال الشاعر [2]: صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة * فمن مل منها ذلك الوصل ملت وانتصب " صفحا " على المصدر لان معنى " أفنضرب " أفنصفح. وقيل: التقدير أفنضرب عنكم الذكر صافحين، كما يقال: جاء فلان مشيا. ومعنى " مسرفين " مشركين. واختار أبو عبيدة الفتح في " أن " وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر، قال: لان الله تعالى عاتبهم على ما كان منهم، وعلمه قبل ذلك من فعلهم. قوله تعالى: وكم أرسلنا من نبي في الأولين [6] وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون [7] فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين [8] قوله تعالى: " وكم أرسلنا من نبي في الأولين " كم " هنا خبرية والمراد بها التكثير، والمعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء. كما قال " كم تركوا من جنات وعيون " [3] [الدخان: 25] أي ما أكثر ما تركوا. " وما يأتيهم من نبي " أي لم يكن يأتيهم نبي " إلا كانوا به يستهزئون " كاستهزاء قومك بك. يعزي نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ويسليه. " فأهلكنا أشد منهم بطشا " أي قوما أشد منهم قوة. والكناية في " منهم " ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله " أفنضرب عنكم الذكر صفحا " فكنى عنهم بعد أن خاطبهم. و " أشد " نصب على الحال. وقيل هو مفعول، أي فقد أهلكنا
[1] آية 278 سورة البقرة. [2] هو كثير عزة. [3] آية 25 سورة الدخان.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 63