نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 280
قوله تعالى: ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا [22] سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا [23] قوله تعالى: " ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار " قال قتادة: يعني كفار قريش في الحديبية. وقيل: " ولو قاتلكم " غطفان وأسد والذين أرادوا نصرة أهل خيبر، لكانت الدائرة عليهم. " ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا. سنة الله التي قد خلت من قبل " يعني طريقة الله وعادته السالفة نصر أوليائه على أعدائه. وانتصب " سنة " على المصدر. وقيل: " سنة الله " أي كسنة الله. والسنة الطريقة والسيرة. قال: فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها * فأول راض سنة من يسيرها [1] والسنة أيضا: ضرب من تمر المدينة. " ولن تجد لسنة الله تبديلا ". قوله تعالى: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليكم وكان الله بما تعملون بصيرا [24] قوله تعالى: " وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة " وهي الحديبية. " من بعد أن أظفركم عليهم " روى يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم [2] متسلحين يريدون غرة [3] النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذناهم [4] سلما
[1] البيت لخالد بن عتبة الهذلي. [2] التنعيم: موضع بمكة في الحل، وهو بين مكة وسرف. [3] الغرة (بالكسر): الغفلة، أي يريدون أن يصادفوا منه صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه غفلة من التأهب لهم. [4] رواية مسلم: " فأخذهم سلما فاستحياهم ". وقوله " سلما " قال ابن الأثير: " يروي بكسر السين وفتحها، وهما لغتان في الصلح، وهو المراد في الحديث على ما فسره الحميدي في غريبه. وقال الخطابي: إنه السلم، بفتح السين واللام، يريد الاستسلام والاذعان.... وهذا هو الأشبه بالقضية، فإنهم لم يؤخذوا عن صلح وإنما أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم عجزا... ".
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 280