نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 267
ألا بكرت مي بغير سفاهة * تعاتب والمودود ينفعه العزر وقال ابن عباس وعكرمة: تقاتلون معه بالسيف. وقال بعض أهل اللغة: تطيعوه. " وتوقروه " أي تسودوه، قاله السدي. وقيل تعظموه. والتوقير: التعظيم والترزين أيضا. والهاء فيهما للنبي صلى الله عليه وسلم. وهنا وقف تام، ثم تبتدئ " وتسبحوه " أي تسبحوا الله " بكرة وأصيلا " أي عشيا. وقيل: الضمائر كلها لله تعالى، فعلى هذا يكون تأويل " تعزروه وتوقروه " أي تثبتوا له صحة الربوبية وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك. واختار هذا القول القشيري. والأول قول الضحاك، وعليه يكون بعض الكلام راجعا إلى الله سبحانه وتعالى وهو " وتسبحوه " من غير خلاف. وبعضه راجعا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو " وتعزروه وتوقروه " أي تدعوه بالرسالة والنبوة لا بالاسم والكنية. وفي " تسبحوه " وجهان: أحدهما - تسبيحه بالتنزيه له سبحانه من كل قبيح. والثاني - هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح. " بكرة وأصيلا " أي غدوة وعشيا. وقد مضى القول [1] فيه. وقال الشاعر: لعمري لأنت البيت أكرم أهله * وأجلس في أفيائه بالأصائل [2] قوله تعالى: إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما [10] قوله تعالى: " إن الذين يبايعونك " بالحديبية يا محمد. " إنما يبايعون الله " بين أن بيعتهم لنبيه صلى الله عليه وسلم إنما هي بيعة الله، كما قال تعالى: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " [3] [النساء: 80]. وهذه المبايعة هي بيعة الرضوان، على ما يأتي بيانها في هذه السورة إن شاء الله تعالى. " يد الله فوق أيديهم " قيل: يده في الثواب فوق أيديهم في الوفاء، ويده في المنة عليهم بالهداية فوق أيديهم في الطاعة. وقال الكلبي: معناه نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا
[1] راجع ج 14 ص 198. [2] البيت لأبي ذؤيب. [3] آية 80 سورة النساء.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 267