نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 260
ابن سليمان: لما نزل قوله تعالى: " وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " [1] [الأحقاف: 9] فرح المشركون والمنافقون وقالوا: كيف نتبع رجلا لا يدري ما يفعل به ولا بأصحابه، فنزلت بعد ما رجع من الحديبية: " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " أي قضينا لك قضاء. فنسخت هذه الآية تلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [لقد أنزلت علي سورة ما يسرني بها حمر النعم]. وقال المسعودي: بلغني أنه من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوع حفظه الله ذلك العام. بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحا مبينا [1] اختلف في هذا الفتح ما هو؟ ففي البخاري حدثني محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " قال: الحديبية. وقال جابر: ما كنا نعد فتح مكة إلا يوم الحديبية. وقال الفراء [2]: تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا نعد مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة [3]، والحديبية بئر. وقال الضحاك: " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " بغير قتال. وكان الصلح من الفتح. وقال مجاهد: هو منحره بالحديبية وحلقه رأسه. وقال: كان فتح الحديبية آية عظيمة، نزح ماؤها فمج فيها فدرت بالماء حتى شرب جميع من كان معه. وقال موسى بن عقبة: قال رجل عند منصرفهم من الحديبية: ما هذا بفتح، لقد صدونا عن البيت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [بل هو أعظم الفتوح قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسألكم القضية ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا]. وقال الشعبي في قوله تعالى " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " قال: هو فتح الحديبية، لقد أصاب بها ما لم يصب في غزوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبويع بيعة الرضوان،
[1] آية 9 سورة الأحقاف. [2] في تفسير الطبري: " البراء ". [3] في تفسير الطبري: " خمس مائة ".
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 16 صفحه : 260