responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 16  صفحه : 242
لحدوثه عنه. وعن سفيان بن عيينة أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " فأمر بالعمل بعد العلم وقال: " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو - إلى قوله - سابقوا إلى مغفرة من ربكم " [1] [الحديد: 20 - 21] وقال:
" واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة " [2] [الأنفال: 28]. ثم قال بعد: " فاحذروهم " [3] [التغابن: 14]. وقال تعالى:
" واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه " [4] [الأنفال: 41]. ثم أمر بالعمل بعد.
قوله تعالى: " واستغفر لذنبك " يحتمل وجهين: أحدهما - يعني استغفر الله أن يقع منك ذنب. الثاني - استغفر الله ليعصمك من الذنوب. وقيل: لما ذكر له حال الكافرين والمؤمنين أمره بالثبات على الايمان، أي أثبت على ما أنت عليه من التوحيد والاخلاص والحذر عما تحتاج معه إلى استغفار. وقيل: الخطاب له والمراد به الأمة، وعلى هذا القول توجب الآية استغفار الانسان لجميع المسلمين. وقيل: كان عليه السلام يضيق صدره من كفر الكفار والمنافقين، فنزلت الآية. أي فاعلم أنه لا كاشف يكشف ما بك إلا الله، فلا تعلق قلبك بأحد سواه. وقيل: أمر بالاستغفار لتقتدي به الأمة. " وللمؤمنين والمؤمنات " أي ولذنوبهم. وهذا أمر بالشفاعة. وروى مسلم عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس المخزومي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت من طعامه فقلت: يا رسول الله، غفر الله لك! فقال له صاحبي: هل استغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولك. ثم تلا هذه الآية " واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات " ثم تحولت فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، جمعا [5] [عليه [6]] خيلان كأنه الثآليل.
" والله يعلم متقلبكم ومثواكم " فيه خمسة أقوال: أحدها - يعلم أعمالكم في تصرفكم وإقامتكم. الثاني - " متقلبكم " في أعمالكم نهارا " ومثواكم " في ليلكم نياما. وقيل


[1] آية 20 سورة الحديد.
[2] آية 28 سورة الأنفال.
[3] في قوله تعالى: " يا أيها الذين
آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " آية 14 سورة التغابن.
[4] آية 41 سورة الأنفال.
[5] يريد مثل جمع الكف، وهو أن يجمع الأصابع ويضمها.
[6] زيادة عن صحيح مسلم. والخيلان:
جمع خال، وهو الشامة في الجسد. والثآليل: وهو ثؤلول، وهي حبيبات تعلو الجسد.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 16  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست