نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 15 صفحه : 277
صلى الله عليه وسلم خاصة، وقيل: الخطاب له والمراد أمته، إذ قد علم الله إنه لا يشرك ولا يقع منه إشراك، والاحباط الابطال والفساد، قال القشيري: فمن ارتد لم تنفعه طاعاته السابقة ولكن إحباط الردة العمل مشروط بالوفاة على الكفر، ولهذا قال: " من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم " فالمطلق ها هنا محمول على المقيد، ولهذا قلنا من حج ثم ارتد ثم عاد إلى الاسلام لا يجب عليه إعادة الحج. قلت: هذا مذهب الشافعي، وعند مالك تجب عليه الإعادة وقد مضى في " البقرة " [1] بيان هذا مستوفى. قوله تعالى: (بل الله فاعبد) النحاس: في كتابي عن أبي إسحاق لفظ اسم الله عز وجل منصوب ب اعبد " قال: ولا اختلاف في هذا بين البصريين والكوفيين، قال النحاس: وقال الفراء يكون منصوبا بإضمار فعل، وحكاه المهدوي عن الكسائي، فأما الفاء فقال: الزجاج: إنها للمجازاة، وقال الأخفش: هي زائدة، وقال ابن عباس: فاعبد: أي فوحد، وقال غيره: بل الله: فأطع (وكن من الشاكرين) لنعمة بخلاف المشركين: قوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون [67] ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون [68] قوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره) قال المبرد: ما عظموه حق عظمته من قولك فلان عظيم القدر، قال النحاس: والمعنى على هذا وما عظموه حق عظمته إذ عبدوا معه غيره وهو خالق الأشياء ومالكها، ثم أخبر عن قدرته وعظمته فقال: (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات يمينه). ثم نزه نفسه عن أن يكون ذلك بجارحة .