responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 15  صفحه : 235
ومنه كور العمامة. وقد روي عن ابن عباس هذا في معنى الآية. قال: ما نقص من الليل دخل في النهار وما نقص من النهار دخل في الليل وهو معنى قوله تعالى: " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل " [فاطر: 13] وقيل: تكوير الليل على النهار تغشيته إياه حتى يذهب ضوءه، ويغشي النهار على الليل فيذهب ظلمته، وهذا قول قتادة. وهو معنى قوله تعالى:
" يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا " [الأعراف: 4 5]. " وسخر الشمس والقمر " أي بالطلوع والغروب لمنافع العباد. " كل يجزى لأجل مسمى " أي في فلكه إلى أن تنصرم الدنيا وهو يوم القيامة [حين] [1] تنفطر السماء وتنتثر الكواكب. وقيل: الأجل المسمى هو الوقت الذي ينتهى فيه سير الشمس والقمر إلى المنازل المرتبة لغروبها وطلوعها. قال الكلبي: يسيران إلى أقصى منازلهما، ثم يرجعان إلى أدنى منازلهما لا يجاوزانه. وقد تقدم بيان هذا في سورة " يس " [2].
" ألا هو العزيز الغفار " " ألا " تنبيه أي تنبهوا فإني أنا " العزيز " الغالب " الغفار " الساتر لذنوب خلقه برحمته.
" قوله تعالى: " خلقكم من نفس واحدة " يعني آدم عليه السلام " ثم جعل منها زوجها " يعني ليحصل التناسل وقد مضى هذا في " الأعراف " [3] وغيرها. " وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج " أخبر عن الأزواج بالنزول، لأنها تكونت بالنبات والنبات بالماء المنزل. وهذا يسمى التدريج، ومثله قوله تعالى: " قد أنزلنا عليكم لباسا " [الأعراف: 26] الآية. وقيل: أنزل أنشأ وجعل.
وقال سعيد بن جبير: خلق. وقيل: إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله تعالى: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " [الحديد: 25] فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد. وقيل: " وأنزل لكم من الأنعام " أي أعطاكم. وقيل: جعل الخلق إنزالا، لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء. فالمعنى: خلق لكم كذا بأمره النازل.
قال قتادة: من الإبل اثنين ومن البقر اثنين ومن الضأن اثنين ومن المعز اثنين كل واحد


[1] في نسخ الأصل: حتى.
[2] راجع ص 29 وما بعدها من هذا الجزء طبعة أولى أو ثانية.
[3] راجع ج 7 ص 337 طبعة أولى أو ثانية.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 15  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست