نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 15 صفحه : 156
واحدة " أي نفخة القيامة. أي ما ينتظرون بعد ما أصيبوا ببدر إلا صيحة القيامة. وقيل: ما ينتظر أحياؤهم الآن إلا الصيحة التي هي النفخة في الصور، كما قال تعالى: " ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون. فلا يستطيعون توصية " [يس: 49 - 50] وهذا إخبار عن قرب القيامة والموت. وقيل: أي ما ينتظر كفار آخر هذه الأمة المتدينين بدين أولئك إلا صيحة واحدة وهي النفخة. وقال عبد الله بن عمرو: لم تكن صيحة في السماء إلا بغضب من الله عز وجل على أهل الأرض. " ما لها من فواق " أي من ترداد، عن ابن عباس. مجاهد: ما لها رجوع. قتادة: ما لها من مثنوية. السدي: مالها من إفاقة. وقرأ حمزة والكسائي " ما لها من فواق " بضم الفاء. الباقون بالفتح. الجوهري: والفواق والفواق ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فواقا، وفي الحديث: " العيادة قدر فواق الناقة. وقول تعالى: " ما لها من فواق " يقرأ بالفتح والضم أي ما لها من نظرة وراحة وإفاقة. والفيقة بالكسر اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين: صارت الواو ياء لكسر ما قبلها، قال الأعشى يصف بقرة: حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت * جاءت لترضع شق النفس لو رضعا والجمع فيق ثم أفواق مثل شبر وأشبار ثم أفاويق. قال ابن همام السلولي: وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها * أفاويق حتى ما يدر لها ثعل [1] والأفاويق أيضا ما اجتمع في السحاب من ماء، فهو يمطر ساعة بعد ساعة. وأفاقت الناقة إفاقة أي اجتمعت الفيقة في ضرعها، فهي مفيق ومفيقة - عن أبي عمرو - والجمع مفاويق. وقال الفراء وأبو عبيدة وغيرهما: " من فواق " بفتح الفاء أي راحة لا يفيقون فيها، كما يفيق المريض والمغشي عليه. و " من فواق " بضم الفاء من انتظار. وقد تقدم أنهما بمعنى وهو ما بين الحلبتين.
[1] البيت في ذم علماء الدنيا. والثعل زيادة في أطباء الناقة والبقرة والشاة، وهو لا يدر وإنما ذكره للمبالغة.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 15 صفحه : 156