نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 15 صفحه : 153
أي فإن ادعوا ذلك " فليرتقوا في الأسباب " أي فليصعدوا إلى السماوات، وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد. يقال: رقي يرقى وارتقى إذا صعد. ورقى يرقي رقيا مثل رمى يرمي رميا من الرقية. قال الربيع بن أنس: الأسباب أرق من الشعر وأشد من الحديد ولكن لا ترى. والسبب في اللغة كل ما يوصل به إلى المطلوب من حبل أو غيره. وقيل: الأسباب أبواب السماوات التي تنزل الملائكة منها، قاله مجاهد وقتادة. قال زهير: ولو رام أسباب السماء بسلم [1] وقيل: الأسباب السماوات نفسها، أي فليصعدوا سماء سماء. وقال السدي: " في الأسباب " في الفضل والدين. وقيل: أي فليعلوا في أسباب القوة إن ظنوا أنها مانعة. وهو معنى قول أبي عبيدة. وقيل: الأسباب الحبال، يعني إن وجدوا حبلا أو سببا يصعدون فيه إلى السماء فليرتقوا، وهذا أمر توبيخ وتعجيز. وعد نبيه صلى النصر عليهم فقال: " جند ما هنالك " " ما " صلة وتقديره هم جند، ف " جند " خبر ابتدا محذوف. " مهزوم " أي مقموع ذليل قد انقطعت حجتهم، لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا. ويقال: هزمت القربة إذا انكسرت، وهزمت الجيش كسرته. والكلام مرتبط بما قبل، أي " بل الذين كفروا في عزة وشقاق " وهم جند من الأحزاب مهزومون، فلا تغمك عزتهم وشقاقهم، فإني أهزم جمعهم وأسلب عزهم. وهذا تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد فعل بهم هذا في يوم بدر. قال قتادة: وعد الله أنه سيهزمهم وهم بما فجاء تأويلها يوم بدر. و " هنالك " إشارة لبدر وهو موضع تحزبهم لقتال محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: المراد بالأحزاب الذين أتوا المدينة وتحزبوا على النبي صلى اله عليه وسلم. وقد مضى ذلك في " الأحزاب " [2]. والأحزاب الجند، كما يقال: جند من قبائل شتى. وقيل: أراد بالأحزاب القرون الماضية من الكفار. أي هؤلاء جند على طريقة أولئك، كقوله
[1] صدر البيت: ومن هاب أسباب المنايا ينلنه [2] راجع ج 14 ص 128 وما تعدها طبعة أو ثانية.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 15 صفحه : 153