نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 14 صفحه : 261
بالرفع عطفا على " مثقال ". (إلا في كتاب مبين) فهو العالم بما خلق ولا يخفى عليه شئ. (ليجزى) منصوب بلام كي، والتقدير: لتأتينكم ليجزي. (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) بالثواب، والكافرين بالعقاب. (أولئك) يعني المؤمنين. (لهم مغفرة) لذنوبهم. (ورزق كريم) وهو الجنة. قوله تعالى: والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم [5] قوله تعالى: (والذين سعوا في آياتنا) أي في إبطال أدلتنا والتكذيب بآياتنا. (معاجزين) مسابقين يحسبون أنهم يفتوننا، وأن الله لا يقدر على بعثهم في الآخرة، وظنوا أنا نهملهم، فهؤلاء " لهم عذاب من رجز أليم " يقال: عاجزه وأعجزه إذا غالبه وسبقه. و " أليم " قراءة نافع بالكسر نعتا للرجز، فإن الرجز هو العذاب، قال الله تعالى: " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء " [1] [البقرة: 59]. وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم " عذاب من رجز أليم " برفع " الميم " هنا وفي " الجاثية " [2] نعتا للعذاب. وقرأ ابن كثير وأبن محيصن وحميد بن قيس ومجاهد وأبو عمرو " معجزين " مثبطين، أي ثبطوا الناس عن الايمان بالمعجزات وآيات القرآن. قوله تعالى: ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد [6] لما ذكر الذين سعوا في إبطال النبوة بين أن الذين أوتوا العلم يرون أن القرآن حق. قال مقاتل: " الذين أوتوا العلم " هم مؤمنو أهل الكتاب. وقال ابن عباس: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل جميع المسلمين، وهو أصح لعمومه. والرؤية بمعنى العلم، وهو في موضع نصب عطفا على " ليجزى " أي ليجزى وليرى، قاله الزجاج والفراء. وفيه نظر،
[1] راجع ج 1 ص 415 فما بعد. [2] راجع ج 16 ص 159 فما بعد.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 14 صفحه : 261