نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 14 صفحه : 259
بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير [1] قوله تعالى: (الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) " الذي " في موضع خفض على النعت أو البدل. ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ، وأن يكون في موضع نصب بمعنى أعني. وحكى سيبويه " الحمد لله أهل الحمد " بالرفع والنصب والخفض. والحمد الكامل والثناء الشامل كله لله، إذ النعم كلها منه. وقد مضى الكلام فيه في أول الفاتحة [1]. (وله الحمد في الآخرة) قيل: هو قوله تعالى: " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده " [2] [الزمر: 47]. وقيل: هو قوله " وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين " [3] [يونس: 10] فهو المحمود في الآخرة كما أنه المحمود في الدنيا، وهو المالك للآخرة كما أنه المالك للأولى. (وهو الحكيم) في فعله. (الخبير) بأمر خلقه. قوله تعالى: يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور [2] قوله تعالى: (يعلم ما يلج في الأرض) أي ما يدخل فيها من قطر وغيره، كما قال: " فسلكه ينابيع في الأرض " [2] [الزمر: 21] من الكنوز والدفائن والأموات وما هي له كفات [4]. (وما يخرج منها) من نبات وغيره. (وما ينزل من السماء) من الأمطار والثلوج والبرد والصواعق والأرزاق والمقادير والبركات. وقرأ علي بن أبي طالب " وما ننزل " بالنون والتشديد. (وما يعرج فيها) من الملائكة وأعمال العباد، قاله الحسن وغيره (وهو الرحيم الغفور).
[1] راجع ج 1 ص 131. [2] راجع ج 15 ص 284 فما بعد وص 245. [3] راجع ج 8 ص 313. [4] الكفات: الموضع الذي يضم إليه الشئ ويقبض.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 14 صفحه : 259