نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 14 صفحه : 245
قوله تعالى: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا [60] ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا [61] سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا [62] فيه خمس مسائل: الأولى - قوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون) الآية. أهل التفسير على أن الأوصاف الثلاثة لشئ واحد، كما روى سفيان بن سعيد عن منصور عن أبي رزين قال: " المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة " قال هم شئ واحد، يعني أنهم قد جمعوا هذه الأشياء. والواو مقحمة، كما قال: إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم أراد إلى الملك القرم ابن الهمام ليث الكتيبة، وقد مضى في " البقرة " [1]. وقيل: كان منهم قوم يرجفون، وقوم يتبعون النساء للريبة وقوم يشككون المسلمين. قال عكرمة وشهر ابن حوشب: " الذين في قلوبهم مرض " يعني الذين في قلوبهم الزنى. وقال طاوس: نزلت هذه الآية في أمر النساء. وقال سلمة بن كهيل: نزلت في أصحاب الفواحش، والمعنى متقارب. وقيل: المنافقون والذين في قلوبهم مرض شئ واحد، عبر عنهم بلفظين، دليله آية المنافقين في أول سورة " البقرة " [1]. والمرجفون في المدينة قوم كانوا يخبرون المؤمنين بما يسوءهم من عدوهم، فيقولون إذا خرجت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قد قتلوا أو هزموا، وإن العدو قد أتاكم، قال قتادة وغيره. وقيل كانوا يقولون: أصحاب الصفة قوم عزاب، فهم الذين يتعرضون للنساء. وقيل: هم قوم من المسلمين ينطقون بالاخبار الكاذبة حبا للفتنة. وقد كان في أصحاب الإفك قوم مسلمون ولكنهم خاضوا حبا