responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 14  صفحه : 112
قومنا [1] بالحق " [الأعراف: 89] وقد مضى هذا في " البقرة " [2] وغيرها. " قل يوم الفتح " على الظرف.
وأجاز الفراء الرفع. " لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون " أي يؤخرون ويمهلون للتوبة، إن كان يوم الفتح يوم بدر أو فتح مكة. ففي بدر قتلوا، ويوم الفتح هربوا [3] فلحقهم خالد بن الوليد فقتلهم.
قوله تعالى: فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون [30] قوله تعالى: (فأعرض عنهم) قيل: معناه فأعرض عن سفههم ولا تجبهم إلا بما أمرت به. (وأنتظر إنهم منتظرون) أي انتظر يوم الفتح، يوم يحكم الله لك عليهم.
ابن عباس: " فأعرض عنهم " أي عن مشركي قريش مكة، وأن هذا منسوخ بالسيف في " براءة " في قوله: " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " [4] [التوبة: 5]. " وانتظر " أي موعدي لك. قيل: يعني يوم بدر. " إنهم منتظرون " أي ينتظرون بكم حوادث الزمان. وقيل:
الآية غير منسوخة، إذ قد يقع الاعراض مع الامر بالقتال كالهدنة وغيرها. وقيل: أعرض عنهم بعدما بلغت الحجة، وانتظر إنهم منتظرون. إن قيل: كيف ينتظرون القيامة وهم لا يؤمنون؟ ففي هذا جوابان: أحدهما - أن يكون المعنى إنهم منتظرون الموت وهو من أسباب القيامة، فيكون هذا مجازا. والآخر - أن فيهم من يشك وفيهم من يؤمن بالقيامة، فيكون هذا جوابا لهذين الصنفين. والله أعلم. وقرأ ابن السميقع: " إنهم منتظرون " بفتح الظاء. ورويت عن مجاهد وابن محيصن. قال الفراء: لا يصح هذا إلا بإضمار، مجازه: إنهم منتظرون بهم. قال أبو حاتم: الصحيح الكسر، أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك.
وقد قيل: إن قراءة ابن السميقع (بفتح الظاء) معناها: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة، وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه، ذكره الزمخشري. وهو معنى قول الفراء. والله أعلم.


[1] راجع ج 7 ص 250 فما بعد.
[2] راجع ج 2 ص 3 فما بعد.
[3] في ش: (هزموا).
[4] راجع ج 7 ص 72.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 14  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست