responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 340
امرأته على حمار من هذه الدبابة [1] وهو يسوقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط " قال البيهقي: هذا في الهجرة الأولى، وأما الهجرة الثانية إلى الحبشة فهي فيما زعم الواقدي سنة خمس من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إلى ربى " أي إلى رضا ربى وإلى حيث أمرني. (إنه هو العزيز الحكيم)
تقدم. وتقدم الكلام في الهجرة في " النساء " [2] وغيرها.
قوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق) أي من الله عليه بالأولاد فوهب له إسحاق ولدا ويعقوب ولد ولد. وإنما وهب له إسحاق من بعد إسماعيل ويعقوب من إسحاق. (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب) فلم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إلا من صلبه. ووحد الكتاب، لأنه أراد المصدر كالنبوة، والمراد التوراة والإنجيل [والفرقان]. فهو عبارة عن الجمع. فالتوراة أنزلت على موسى من ولد إبراهيم، والإنجيل على عيسى من ولده، والفرقان على محمد من ولده صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
(وأتيناه أجره في الدنيا) يعنى اجتماع أهل الملل عليه، قاله عكرمة. وروى سفيان عن حميد ابن قيس قال: أمر سعيد بن جبير إنسانا أن يسأل عكرمة عن قوله جل ثناؤه " وآتيناه أجره في الدنيا " فقال عكرمة: أهل الملل كلها تدعيه وتقول هو منا، فقال سعيد بن جبير: صدق.
وقال قتادة: هو مثل قوله " وآتيناه في الدنيا حسنة " أي عاقبة وعملا صالحا وثناء حسنا.
وذلك أن أهل كل دين يتولونه. وقيل: " آتيناه أجره في الدنيا " أن أكثر الأنبياء من ولده.
(وإنه في الآخرة لمن الصالحين) ليس " في الآخرة " داخلا في الصلة وإنما هو تبيين.
وقد مضى في " البقرة " [3] بيانه. وكل هذا حث على الاقتداء بإبراهيم في الصبر على الدين الحق.
قوله تعالى: ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العلمين [28] أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا


[1] أي الضعاف التي في المشي ولا تسرع.
[2] راجع ج 5 ص 349 وما بعدها طبعة أولى أو ثانية.
[3] راجع ج 2 ص 133 طبعة ثانية.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 13  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست