نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 13 صفحه : 27
وفى الصحيح من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك [1] وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة " لفظ مسلم. وأخرجه أبو داود من حديث أنس. وذكر أبو بكر البزار عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال: " من ذكركم بالله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله ". وقال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار خير لك من أن تأكل الخبيص [2] مع الفجار. وأنشد: وصاحب خيار الناس تنج مسلما * وصاحب شرار الناس يوما فتندما قوله تعالى: وقال الرسول يرب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [30] وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا [31] قوله تعالى: (وقال الرسول يا رب " يريد محمدا صلى الله عليه وسلم، يشكوهم إلى الله تعالى. (إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) أي قالوا فيه غير الحق من إنه سحر وشعر، عن مجاهد والنخعي. وقيل: معنى " مهجورا " أي متروكا، فعزاه الله تبارك وتعالى وسلاه بقوله: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) أي كما جعلنا لك يا محمد عدوا من مشركي قومك - وهو أبو جهل في قول ابن عباس - فكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من مشركي قومه، فاصبر لأمري كما صبروا، فإني هاديك وناصرك على كل من ناوأك. وقد قيل: إن قول الرسول " يا رب " إنما يقوله يوم القيامة، أي هجروا القرآن وهجروني وكذبوني. وقال أنس قال النبي صلى الله غليه وسلم: " من [3] تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهد ولم ينظر فيه جاء
[1] أحذاه: أعطاه. [2] الخبيص: حلواء تعمل من التمر والسمن. [3] في الأصل: " من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفا... " وتصحيح هذا الأثر من روح المعاني والبيضاوي والشهاب على أنهم تكلموا في صحته إذ في سنده أبو هدبة وهو كذاب.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 13 صفحه : 27