نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 12 صفحه : 154
فشبه أصواتهم بصوت الحمير، أولها زفير وآخرها شهيق. خرجه الترمذي مرفوعا بمعناه من حيث أبى الدرداء. وقال قتادة: صوت الكفار في النار كصوت الحمار، أوله زفير وآخره شهيق. وقال ابن عباس: يصير لهم نباح كنباح الكلاب. وقال محمد بن كعب القرظي: بلغني أو ذكر لي أن أهل النار استغاثوا بالخزنة... الخبر بطوله، ذكره ابن المبارك، وقد ذكرناه بكماله في التذكرة، وفي آخره: ثم مكث عنهم ما شاء الله، ثم ناداهم " ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون " قال: فلما سمعوا صوته قالوا الان يرحمنا ربنا، فقالوا عند ذلك. " ربنا غلبت علينا شقوتنا " أي الكتاب الذي كتب علينا " وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون " فقال عند ذلك: " اخسئوا فيها ولا تكلمون " فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء، وأقبل بعضهم على بعض ينبح بعضهم في وجوه بعض، وأطبقت عليهم. قوله تعالى: إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرحمين [109] فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون [110] إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون [111] قوله تعالى: (إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا) الآية. قال مجاهد: هم بلال وخباب وصهيب، وفلان وفلان من ضعفاء المسلمين، كان أبو جهل وأصحابه يهزءون بهم. (فاتخذتموهم سخريا) بالضم قراءة نافع وحمزة والكسائي ها هنا وفي " ص [1] ". وكسر الباقون. قال النحاس: وفرق أبو عمرو بينهما، فجعل المكسورة من جهة التهزؤ، والمضمومة من جهة السخرة، ولا يعرف هذا التفريق الخليل ولا سيبويه ولا الكسائي ولا الفراء. قال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد، كما يقال: عصى وعصى، ولجى ولجى. وحكى الثعلبي عن الكسائي والفراء: الفرق الذي ذكره أبو عمرو، وأن الكسر بمعنى الاستهزاء