responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 12  صفحه : 100
قوله تعالى: (هو اجتباكم) أي اختاركم للذب عن دينه والتزام أمره، وهذا تأكيد للامر بالمجاهدة، أي وجب عليكم أن تجاهدوا لان الله اختاركم له.
قوله تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) فيه ثلاث مسائل:
الأولى - قوله تعالى: (من حرج) أي من ضيق. وقد تقدم في " الانعام [1] ".
وهذه الآية تدخل في كثير من الاحكام، وهي مما خص الله بها هذه الأمة. روى معمر عن قتادة قال: أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم يعطها إلا نبي: كان يقال للنبي اذهب فلا حرج عليك، وقيل لهذه الأمة: " وما جعل عليكم في الدين من حرج ". والنبي شهيد على أمته، وقيل لهذه الأمة: " لتكونوا شهداء على الناس ". ويقال للنبي: سل تعطه، وقيل لهذه الأمة: " ادعوني أستجب لكم [2] ".
الثانية - واختلف العلماء في هذا الحرج الذي رفعه الله تعالى، فقال عكرمة: هو ما أحل من النساء مثنى وثلاث ورباع، وما ملكت يمينك. وقيل: المراد قصر الصلاة، والافطار للمسافر، وصلاة الايماء لمن لا يقدر على غيره، وحط الجهاد عن الأعمى والأعرج والمريض والعديم الذي لا يجد ما ينفق في غزوه، والغريم ومن له والدان، وحط الإصر الذي كان على بني إسرائيل. وقد مضى تفصيل أكثر هذه الأشياء [3]. وروى عن ابن عباس والحسن البصري أن هذه في تقديم الأهلة وتأخيرها في الفطر والأضحى والصوم، فإذا أخطأت الجماعة هلال ذي الحجة فوقفوا قبل يوم عرفة بيوم أو وقفوا يوم النحر أجزأهم، على خلاف فيه بيناه في كتاب المقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس رضي الله عنه. وما ذكرناه هو الصحيح في الباب. وكذلك الفطر والأضحى، لما رواه حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون). خرجه أبو داود والدارقطني، ولفظه ما ذكرناه. والمعنى: باجتهادكم من غير حرج يلحقكم. وقد روى الأئمة أنه عليه السلام سئل يوم النحر عن أشياء، فما يسأل عن


[1] راجع ج 7 ص 80 وص 300.
[2] راجع ج 15 ص 326.
[3] راجع ج 2 ص 155 وج‌ 3 ص 430.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 12  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست