responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 48
أربعة: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر، والكافران نمروذ وبختنصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى: " ليظهره على الدين كله " [1] [التوبة: 33] وهو المهدي وقد قيل: إنما سمي ذا القرنين لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شريف من قبل أبيه وأمه. وقيل: لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي. وقيل: لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا. وقيل: لأنه أعطي علم الظاهر والباطن. وقيل: لأنه دخل الظلمة والنور. وقيل: لأنه ملك فارس والروم.
قوله تعالى: (إنا مكنا له في الأرض) قال علي رضي الله عنه: (سخر له السحاب، ومدت له الأسباب، وبسط له في النور، فكان الليل والنهار عليه سواء. وفي حديث عقبة ابن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجال من أهل الكتاب سألوه عن ذي القرنين فقال: (إن أول أمره كان غلاما من الروم فأعطي ملكا فسار حتى أتى أرض مصر فابتنى بها مدينة يقال لها الإسكندرية فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال له أنظر ما تحتك قال أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها فقال له الملك تلك الأرض كلها وهذا السواد الذي تراه محيطا بها هو البحر وإنما أراد الله تعالى أن يريك الأرض وقد جعل لك سلطانا فيها فسر في الأرض.
فعلم الجاهل وثبت العالم) الحديث.
قوله تعالى: (وآتيناه من كل شئ سببا) قال ابن عباس: من كل شئ علما يتسبب به إلى ما يريد. وقال الحسن: بلاغا إلى حيث أراد. وقيل: من كل شئ يحتاج إليه الخلق. وقيل: من كل شئ يستعين به الملوك من فتح المدائن وقهر الأعداء. وأصل السبب الحبل فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شئ. (فأتبع سببا) قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: " فأتبع سببا " مقطوعة الألف. وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو: " فاتبع سببا " بوصلها، أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها. قال الأخفش: تبعته وأتبعته بمعنى، مثل ردفته وأردفته، ومنه قوله تعالى: " إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " [2] [الصافات: 10] ومنه الاتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح. قال النحاس: وأختار أبو عبيد قراءة


[1] راجع ج 8 ص 128 وص 291. و ج 18 ص 86.
[2] راجع ج 15 ص 64.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست