responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 114
قوله تعالى: (واذكر في الكتاب موسى) أي واقرأ عليهم من القرآن قصة موسى.
(إنه كان مخلصا) [1] في عبادته غير مرائي. وقرأ أهل الكوفة بفتح اللام، أي أخلصناه فجعلناه مختارا. (وناديناه) أي كلمناه ليلة الجمعة. (من جانب الطور الأيمن) أي يمين موسى، وكانت الشجرة في جانب الجبل عن يمين موسى حين أقبل من مدين إلى مصر، قاله الطبري وغيره فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال. (وقربناه نجيا) نصب على الحال، أي كلمناه من غير وحي. وقيل: أدنيناه لتقريب المنزلة حتى كلمناه. وذكر وكيع وقبيصة عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل: " وقربناه نجيا " أي أدنى حتى سمع صريف الأقلام. (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) وذلك حين سأل فقال: " وأجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي " [2].
قوله تعالى: واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا [54] وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا [55] فيه ست مسائل:
الأولى - قوله تعالى: (واذكر في الكتاب إسماعيل) اختلف فيه، فقيل: هو إسماعيل ابن حزقيل، بعثه الله إلى قومه فسلخوا جلدة رأسه، فخيره الله تعالى فيما شاء من عذابهم، فاستعفاه ورضي بثوابه، وفوض أمرهم إليه في عفوه وعقوبته. والجمهور أنه إسماعيل الذبيح أبو العرب ابن إبراهيم. وقد قيل: إن الذبيح إسحاق، والأول أظهر على ما تقدم ويأتي في " والصافات " [3] إن شاء الله تعالى. وخصه الله تعالى بصدق الوعد وإن كان موجودا في غيره من الأنبياء تشريفا له وإكراما، كالتلقيب بنحو الحليم والأواه والصديق، ولأنه المشهور المتواصف [4] من خصاله.


[1] بكسر اللام قراءة (نافع).
[2] راجع ص 191 فما بعد من هذا الجزء.
[3] راجع
ج 15 ص 98 فما بعد.
[4] كذا في ج وا و ح وك. وفي ى: المتراحف وصوابه: المتراصف: أي المنتظم.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست