نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 11 صفحه : 101
قلت: فقد دل الحديث الصحيح أنه كان بين موسى وعيسى وهرون زمان مديد. الزمخشري: كان بينهما وبينه ألف سنة أو أكثر فلا يتخيل أن مريم كانت أخت موسى وهرون، وإن صح فكما قال السدي لأنها كانت من نسله، وهذا كما تقول للرجل من قبيلة: يا أخا فلان. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (إن أخا صداء [1] قد أذن فمن أذن فهو يقيم) وهذا هو القول الأول. ابن عطية: وقالت فرقة بل كان في ذلك الزمان رجل فاجر اسمه هارون فنسبوها إليه على جهة التعيير والتوبيخ، ذكره الطبري ولم يسم قائله. قلت: ذكره الغزنوي عن سعيد بن جبير أنه كان فاسقا مثلا في الفجور فنسبت إليه. والمعنى: ما كان أبوك ولا أمك أهلا لهذه الفعلة فكيف جئت أنت بها؟! وهذا من التعريض الذي يقوم مقام التصريح. وذلك يوجب عندنا الحد وسيأتي في سورة " النور " القول فيه إن شاء الله تعالى [2]. وهذا القول الأخير يرده الحديث الصحيح، وهو نص صريح فلا كلام لاحد معه، ولا غبار عليه. والحمد لله. وقرأ عمر بن لجأ التيمي: (ما كان أباك امرؤ [3] سوء). قوله تعالى: فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا [29] قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا [30] وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا [31] وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا [32] والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا [33] فيه خمس مسائل الأولى - قوله تعالى: (فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) التزمت مريم عليها السلام ما أمرت به من ترك الكلام، ولم يرد في هذه الآية أنها نطقت
[1] هو زياد بن الحرث الصدائي كان قد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن لصلاة الفجر فأذن فأراد بلال أن يقيم فقال صلى الله عليه وسلم: " إن أخا صداء قد أذن... " الحديث. [2] راجع ج 12 ص 159 فما بعده [3] قال في (البحر): يجعل الخبر المعرفة والاسم النكرة وحسن ذلك قليلا كونها فيها مسوغ جواز الابتداء بالنكرة وهو الإضافة.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 11 صفحه : 101