نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 10 صفحه : 61
" ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون [1] " وقال: " فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان [2] "، وقال: " ولا يكلمهم [3] الله "، وقال: " إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [4] ". قلنا: القيامة مواطن، فموطن يكون فيه سؤال وكلام، موطن لا يكون ذلك فيه. قال عكرمة: القيامة مواطن، يسأل في بعضها ولا يسأل في بعضها. وقال ابن عباس: لا يسألهم سؤال استخبار واستعلام هل عملتم كذا وكذا، لان الله عالم بكل شئ، ولكن يسألهم سؤال تقريع وتوبيخ فيقول لهم: لم عصيتم القرآن وما حجتكم فيه؟ واعتمد قطرب هذا القول. وقيل: " لنسألنهم أجمعين " يعنى المؤمنين المكلفين، بيانه قوله تعالى: " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم [5] ". والقول بالعموم أولى كما ذكر. والله أعلم. قوله تعالى، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين [94] إنا كفيناك المستهزئين [95] قوله تعالى: (فاصدع بما تؤمر) أي بالذي تؤمر به، أي بلغ رسالة الله جميع الخلق لتقوم الحجة عليهم، فقد أمرك الله بذلك. والصدع: الشق. وتصدع القوم أي تفرقوا، ومنه " يومئذ يصدعون [6] " أي يتفرقون. وصدعته فانصدع أي انشق. أصل الصدع الفرق والشق. قال أبو ذؤيب يصف الحمار وأتنه: وكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض على القداح ويصدع [7] أي يفرق ويشق. فقوله: " اصدع بما تؤمر " قال الفراء: أراد فاصدع بالامر، أي أظهر دينك، ف " ما " مع الفعل على هذا بمنزلة المصدر. وقال ابن الأعرابي: معنى اصدع بما تؤمر، أي اقصد. وقيل: " فاصدع بما تؤمر " أي فرق جمعهم وكلمتهم بأن تدعوهم إلى التوحيد فإنهم يتفرقون بأن يجيب البعض، فيرجع الصدع على هذا إلى صدع جماعة الكفار.
[1] راجع ج 13 ص 315. [2] راجع ج 17 ص 173. [3] راجع ج 2 ص 234. [4] راجع ج 19 ص 257. [5] راجع ج 20 ص 174. [6] راجع ج 14 ص 21. [7] الربابة: الجلدة التي تجمع فيها السهام. واليسر: صاحب الميسر الذي يضرب بالقداح.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 10 صفحه : 61