responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 10  صفحه : 154
في صنعنا من الحقير، فقلت: ليس كما زعمت فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رئيس الزهاد قبة من أدم طائفي يسافر معها ويستظل بها، فبهت، ورأيته على منزلة من العي فتركته مع صاحبي وخرجت عنه.
الثالثة -: (. من أصوافها وأوبارها وأشعارها) أذن الله سبحانه بالانتفاع بصوف الغنم ووبر الإبل وشعر المعز، كما أذن في الأعظم، وهو ذبحها وأكل لحومها، ولم يذكر القطن والكتان لأنه لم يكن في بلاد العرب المخاطبين به، وإنما عدد عليهم ما أنعم به عليهم، وخوطبوا فيما عرفوا بما فهموا. وما قام مقام هذه وناب منابها فيدخل في الاستعمال والنعمة مدخلها، وهذا كقوله تعالى: " وينزل من السماء من جبال فيها من برد [1] " فخاطبهم بالبرد لأنهم كانوا يعرفون نزوله كثيرا عندهم، وسكت عن ذكر الثلج، لأنه لم يكن في بلادهم، وهو مثله في الصفة والمنفعة، وقد ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم معا في التطهير فقال: " اللهم اغسلني بماء وثلج وبرد ". قال ابن عباس: الثلج شئ أبيض ينزل من السماء وما رأيته قط.
وقيل: إن ترك ذكر القطن والكتان إنما كان إعراضا عن الترف، إذ ملبس عباد الله الصالحين إنما هو الصوف " وهذا فيه نظر، فإنه سبحانه يقول: " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم " حسبما تقدم بيانه في " الأعراف [2] " وقال هنا: " وجعل لكم سرابيل " فأشار إلى القطن والكتان في لفظة " سرابيل " والله أعلم. و " أثاثا " قال الخليل: متاعا منضما بعضه إلى بعض، من أث إذا كثر. قال:
وفرع يزين المتن أسود فاحم * أثيث كقنو النخلة المتعثكل ابن عباس: " أثاثا " ثيابا.
وتضمنت هذه الآية جواز الانتفاع بالأصواف والأوبار والاشعار على كل حال، ولذلك قال أصحابنا: صوف الميتة وشعرها طاهر يجوز


[1] راجع ج 12 ص 289.
[2] راجع ج 7 ص 182.
[3] البيت من معلقة
امرئ القيس. والفرع: الشعر التام و. والمتن والمتنة: ما عن يمين الصلب وشماله من العصب واللحم. والفاحم: الشديد
السواد. والقنو (بالكسر والضم): العذق وهو شمراخ. والمتعثكل: الذي قد دخل بعضه في بعض لكثرته.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 10  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست