نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 446
بقر بطنه، أي شقه، فالبقرة تشق الأرض بالحرث وتثيره. ومنه الباقر لأبي جعفر محمد بن علي زين العابدين، لأنه بقر العلم وعرف أصله، أي شقه. والبقيرة: ثوب يشق فتلقيه المرأة في عنقها من غير كمين. وفي حديث ابن عباس في شأن الهدهد (فبقر الأرض). قال شمر: بقر نظر موضع الماء، فرأى الماء تحت الأرض. قال الأزهري: البقر اسم للجنس وجمعه [1] باقر. ابن عرفة: يقال بقير وباقر وبيقور. وقرأ عكرمة وابن يعمر " إن الباقر ". والثور: واحد الثيران. والثور: السيد من الرجال. والثور القطعة من القط. والثور: الطحلب. وثور: جبل. وثور: قبيلة من العرب. وفي الحديث: (ووقت العشاء ما لم يغب ثور الشفق) يعنى انتشاره، يقال: ثار يثور ثورا وثورانا إذا انتشر في الأفق. وفي الحديث: (من أراد العلم فليثور القرآن). قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به. قوله تعالى: (قالوا أتتخذنا هزوا) هذا جواب منهم لموسى عليه السلام لما قال لهم: " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " [البقرة: 67] وذلك أنهم وجدوا قتيلا بين أظهرهم قيل: أسمه عاميل - واشتبه أمر قاتله عليهم، ووقع بينهم خلاف، فقالوا: نقتتل ورسول الله بين أظهرنا، فأتوه وسألوه البيان - وذلك قبل نزول القسامة [2] في التوراة، فسألوا موسى أن يدعو الله - فسأل موسى عليه السلام ربه فأمرهم بذبح بقرة، فلما سمعوا ذلك من موسى وليس في ظاهره جواب عما سألوه عنه واحتكموا فيه عنده، قالوا: أتتخذنا هزؤا؟ والهزء: اللعب والسخرية، وقد تقدم [3]. وقرأ الجحدري " أيتخذنا " بالياء، أي قال ذلك بعضهم لبعض فأجابهم موسى عليه السلام بقوله: " أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " [البقرة: 67] لان الخروج عن جواب السائل المسترشد إلى الهزء جهل، فاستعاذ منه عليه السلام، لأنها صفة تنتفي عن الأنبياء. والجهل نقيض العلم. فاستعاذ من الجهل، كما جهلوا في قولهم: أتتخذنا هزؤا،
[1] في لسان العرب: فأما بقر وباقر وبقير وبيقور وباقور وباقورة فأسماء للجميع. [2] سيتكلم المؤلف رحمه الله على القسامة وحكمها عند قوله تعالى: (فقلنا اضربوه ببعضها) راجع ص 457 من هذا الجزء. [3] راجع ص 207.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 446