نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 228
قوله تعالى: (الذي جعل لكم الأرض فراشا) فيه ست مسائل: الأولى - قوله تعالى: " الذي جعل " معناه هنا صير لتعديه إلى مفعولين: ويأتي بمعنى خلق، ومنه قوله تعالى: " جعل الله من [1] بحيرة ولا سائبة " [المائدة: 103] وقوله: " وجعل الظلمات والنور " [الانعام: 1] ويأتي بمعنى سمى، ومنه قوله تعالى: " حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه [2] قرآنا عربيا " [الزخرف: 1 - 3]. وقوله: " وجعلوا [2] له من عباده جزءا " [الزخرف: 15]. " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا [2] " [الزخرف: 19] أي سموهم. ويأتي بمعنى أخذ، كما قال الشاعر: [3] وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة * لضغمهما ها يقرع العظم نابها وقد تأتي زائدة، كما قال الآخر: وقد جعلت أرى الاثنين أربعة * والواحد اثنين لما هدني الكبر وقد قيل في قوله تعالى " وجعل الظلمات والنور ": إنها زائدة. وجعل واجتعل بمعنى واحد، قال الشاعر: [4] ناط أمر الضعاف واجتعل الليل * كحبل العادية الممدود " فراشا " أي وطاء يفترشونها ويستقرون عليها. وما ليس بفراش كالجبال والأوعار والبحار فهي من مصالح ما يفترش منها، لان الجبال كالأوتاد كما قال: " ألم نجعل [5] الأرض مهادا. والجبال أوتادا " [النبأ: 6 - 7]. والبحار تركب إلى سائر منافعها كما قال: " والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس " [6] [البقرة: 164] الثانية - قال أصحاب الشافعي: لو حلف رجل ألا يبيت على فراش أو لا يستسرج بسراج فبات على الأرض وجلس في الشمس لم يحنث، لان اللفظ لا يرجع إليهما عرفا.
[1] راجع ج 6 ص 335. 386. [2] راجع ج 16 ص 61 و 69 و 71. [3] هو مغلس بن لقيط الأسدي. وصف شدة أصابه بها رجلان من قومه، فيقول: قد جعلت نفسي تطيب لإصابتهما بمثل الشدة التي أصاباني بها. وضرب الضغمة مثلا ثم وصف الضغمة فقال: يقرع العظم نابها. فجعل لها نابا على السعة. والمعنى: يصل الناب فيها إلى العظم فيقرعه. (عن شرح الشواد للشنتمزي). [4] هو أبو زبيد الطائي يرثي اللجلاج ابن أخته. يقول: جعل يسير الليل كله مستقيما كاستقامة حبل البئر إلى الماء. ناط: علق. والعادية: البئر القديمة. (عن اللسان). [5] راجع ج 19 ص 169. [6] راجع ج 2 ص 194.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 1 صفحه : 228