responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 210
لا يدركونها * (وحق عليهم القول) * في القضاء الإلهي بالشقاء الأبدي كائنين * (في أمم قد خلت من قبلهم من) * المكذبين بالأنبياء والمحجوبين عن الحق من الباطنين والظاهريين * (إنهم كانوا خاسرين) * لخسرانهم نور الاستعداد الأصلي، وربح لكمال الكسبي، ووقوعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي.
* (ربنا أرنا الذين أضلانا) * أي: حنق المحجوبين واغتاظوا على أضلهم من الفريقين عند وقوع العذاب وتمنوا أن يكونوا في أشد من عذابهم وأسفل من دركاتهم لما لقوا من الهوان وألم النيران وعذاب الحرمان والخسران بسببهم وأرادوا أن يشفوا صدورهم برؤيتهم في أسوأ أحوالهم وأنزل مراتبهم، كما ترى من وقع في البلة بسبب رفيق أشار إليه بما أوقعه فيها يتجرد عليه ويتغيط ويكاد أن يقع فيه من غيبته ويتحرق.
تفسير سورة فصلت من [آية 30 - 32]
* (إن الذين قالوا ربنا الله) * أي: وحدوه بنفي غيره وعرفوه بالإيقان حق معرفته * (ثم استقاموا) * إليه بالسلوك في طريقه والثبات على صراطه مخلصين لأعمالهم عاملين لوجهه، غير ملتفتين بها إلى غيره * (تتنزل عليهم الملائكة) * للمناسبة الحقيقية بينهم في التوحيد الحقيقي والإيمان اليقيني والعمل الثابت على منهاج الحق والاستقامة في الطريقة إليه، غير ناكثين في عزيمة ولا منحرفين عن وجهه ولا زائغين في عمل كما ناسبت نفوس المحجوبين من أهل الرذائل الشياطين بالجواهر المظلمة والأعمال الخبيثة فتنزلت عليهم * (ألا تخافوا) * من العقاب لتنور ذواتكم بالأنوار وتجردها عن غواسق الهيئات * (ولا تحزنوا) * بفوات كمالاتكم التي اقتضاها استعدادكم * (وأبشروا) * بجنة الصفات * (التي كنتم توعدون) * حال الإيمان بالغيب أو قالوا: * (ربنا الله) * بالفناء فيه ثم استقاموا به بالبقاء بعد الفناء عند التمكين * (تتنزل عليهم الملائكة) * للتعظيم عند الرجوع إلى التفصيل، إذ في حال الفناء ولا وجود للملائكة ولا لغيرهم، * (ألا تخافوا) * من التلوين * (ولا تحزنوا) * على الاستغراق في التوحيد، فإن أهل الوحدة إذا ردوا إلى التفصيل ورؤية الكثرة غلب عليهم الحزن والوجد في أول الوهلة لفوات الشهود الذاتي في عين الجمع والاحتجاب بالتفصيل حتى يتمكنوا في التحقق بالحق حال البقاء وانشراح الصدر بنور الحق فلا تحجبهم الكثرة عن الوحدة ولا الوحدة عن الكثرة، شاهدين في تفاصيل الصفات عين الذات بالذات، كما قال تعالى لنبيه عليه السلام في هذه الحال: * (ألم نشرح لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك (2) الذي أنقض ظهرك (3) * [الشرح، الآيات: 1 - 3]


نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست