responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 185
فيقبل نور المغفرة لبقاء مسكة من نوريته * (قل هو) * أي: الذي أنذركم به من التوحيد الذاتي والصفاتي * (نبأ عظيم أنتم عنه معرضون) * ثم احتج على صحة نبوته باطلاعه على اختصام الملأ الأعلى من غير تعلم إذ لا سبيل إليه إلا الوحي، وفرق بين اختصام الملأ الأعلى واختصام أهل النار بقوله في تخاصم أهل النار: إن ذلك لحق، وفي اختصام الملأ الأعلى * (إذ يختصمون) * لأن ذلك حقيقي لا ينتهي إلى الوفاق أبدا، وهذا عارضي نشأ من عدم اطلاعهم على كمال آدم عليه السلام الذي هو فوق كمالاتهم.
وانتهى إلى الوفاق عند قولهم: * (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) * [البقرة، الآية: 32]، وقوله تعالى: * (ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض) * [البقرة، الآية: 33] على ما ذكر في سورة (البقرة) عند تأويل هذه القصة. وسجودهم لآدم عليه السلام: تعظيمهم له وانقيادهم وخضوعهم لانكشاف كماله الذي هو فوق كمالاتهم عليهم السلام، وإباء إبليس واستكباره: عدم انقياد شيطان الوهم وإذعانه لاحتجابه عن حقيقته بانطباعه في المادة، ولهذا قال تعالى: * (وكان من الكافرين) * [ص، الآية: 74].
* (لما خلقت بيدي) * أي: خلقته بصفتي الجمال والجلال والقهر واللطف وجميع أسمائي المتقابلة المندرجة تحت صفتي القهر والمحبة لتحصل عند الجمعية الإلهية في الحضرة الواحدية بخلاف حال الملأ الأعلى، فإن من خلق منهم بصفة القهر لا يقدر على اللطف وبالعكس * (استكبرت) * أي: أعرض لك التكبر والاستنكاف * (أم كنت) *
عاليا عليه، زائدا في المرتبة؟ فأجاب المحجوب: بأني عال خير منه في الأصل لعدم اطلاعه على حقيقته المجردة واطلاعه على بشريته، ولا شك أن الروح الحيواني الناري الذي خلق منه اللعين أشرف من المادة الكثيفة البدنية ولكن الاحتجاب عن الجمعية الإلهية واللطيفة الروحانية بعث اللعين على الإباء حتى تمسك بالقياس وعصى الله في سجود الناس.
تفسير سورة ص من [آية 77 - 85]
والرجيم واللعين من بعد عن الحضرة القدسية المنزهة عن المواد الرجسية بالانغماس في الغواشي الطبيعية والاحتجاب بالكوائن الهيولانية، ولهذا وقت اللعن بيوم الدين وحدد نهايته به، لأن وقت البعث والجزاء هو زمان تجرد الروح عن البدن ومواده، وحينئذ لا يبقى تسلطه على الإنسان وينقاد ويذعن له في الوقت المعلوم الذي

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست