responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 290
إلى آية 71] * (ويقولون هو أذن) * كانوا يؤذونه ويغتابونه بسلامة القلب وسرعة القبول والتصديق لما يسمع، فصدقهم في ذلك وسلم وقال: هو كذلك، ولكن بالنسبة إلى الخير فإن النفس الأبية والغليظة الجافية والكرة القاسية التي تتصلب في الأمور ولا تتأثر غير مستعدة للكمال، إذ الكمال الإنساني لا يكون إلا بالقبول والتأثر والانفعال.
فكلما كانت النفس ألين عريكة وأسلم قلبا وأسهل قبولا كانت أقبل للكمال وأشد استعدادا له، وليس هذا اللين هو من باب الضعف والبلاهة الذي يقتضي الانفعال من كل ما يسمع حتى المحال والتأثر من كل ما يرد عليه ويراه حتى الكذب والشرور والضلال بل هو من باب اللطافة وسرعة القبول لما يناسبه من الخير والصدق، فلذلك قال: * (قل أذن خير) * إذ صفاء الاستعداد ولطف النفس يوجب قبول ما يناسبه من باب الخيرات لا ما ينافيه من باب الشرور، فإن الاستعداد الخيري لا يقبل الشر ولا يتأثر به ولا ينطبع فيه لمنافاته إياه وبعده عنه * (لكم) * أي: يسمع ما ينفعكم وما فيه صلاحكم دون غيره * (يؤمن بالله) * هو بيان لينه وقابليته لأن الإيمان لا يكون إلا مع سلامة القلب ولطافة النفس ولينها * (ويؤمن للمؤمنين) * يصدق قولهم في الخيرات ويسمع كلامهم فيها ويقبله * (ورحمة للذين آمنوا منكم) * يعطف عليهم ويرق لهم فينجيهم من العذاب بالتزكية والتعليم، ويصلح أمر معاشهم ومعادهم بالبر والصلة وتعليم الأخلاق من الحلم والشفقة، والأمر بالمعروف باتباعهم إياه فيها، ووضع الشرائع الموجبة لنظام أمرهم في الدارين، والتحريض على أبواب البر بالقول والفعل إلى غير ذلك.
تفسير سورة التوبة من آية 72 إلى آية 99

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست