responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 3  صفحه : 53
(التوبة: 103).
* (واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون) *
ما قال تعالى (وجعل منهم القرادة والخنازير) وقال (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل).
(البحث الثاني) أن جميع ما خاطب الله تعالى به بني إسرائيل تنبيه للعرب لان الفضيلة بالنبي قد لحقتهم، وجميع أقاصيص الأنبياء تنبيه وإرشاد قال الله تعالى (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وقال (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) وقال (لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الألباب) ولذلك روى قتادة قال: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب كان يقول قد مضى والله بنو إسرائيل وما يغنى ما تسمعون عن غيركم.
(البحث الثالث) قال القفال النعمة بكسر النون المنة وما ينعم به الرجل على صاحبه قال تعالى (وتلك نعمة تمنها على) وأما النعمة بفتح النون فهو ما يتنعم به في العيش، قال تعالى (ونعمة كانوا فيها فاكهين).
(البحث الرابع) قوله تعالى (وأنى فضلتكم على العالمين) يدل على أن رعاية الأصلح لا تجب على الله لا في الدنيا ولا في الدين لان قوله (وأنى فضلتكم على العالمين) يتناول جميع نعم الدنيا والدين، فذلك التفضيل إما أن يكون واجبا أو لا يكون واجبا فان كان واجبا لم يجز جعله منة عليهم لان من أدى واجبا فلا منة له على أحد وإن كان غير واجب مع أنه تعالى خصص البعض بذلك دون البعض فهذا يدل عن أن رعاية الأصلح غير واجبة لا في الدنيا ولا في الدين.
فإن قيل لما خصهم بالنعم العظيمة في الدنيا فهذا يناسب أن يخصهم أيضا بالنعم العظيمة في الآخرة كما قيل: إتمام المعروف خير من ابتدائه، فلم أردف ذلك بالتخويف الشديد في قوله (واتقوا يوما) والجواب: لان المعصية مع عظيم النعمة تكون أقبح وأفحش فلهذا حذرهم عنها.
(البحث الخامس) في بيان ان أي فرق العالم أفضل يعنى أن أيهم أكثر استجماعا لخصال الخير؟ اعلم أن هذا مما وقع فيه النزاع الشديد بين سكان النواحي فكل طائفة تدعى أنها أفضل وأكثر استجماعا لصفات الكمال ونحن نشير إلى معاقد الكلام في هذا الباب بتوفيق الله تعالى وعونه [1].
قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون)
اعلم أن اتقاء اليوم اتقاء لما يحصل في ذلك اليوم من العقاب والشدائد لأن نفس اليوم لا يتقي ولا بد من أن يرده أهل الجنة والنار جميعا. فالمراد ما ذكرناه ثم إنه تعالى وصف اليوم


[1] لم يذكر في الأصول التي بأيدينا في هذا الموضع شئ مما أشار إليه المصنف رحمه الله تعالى


نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 3  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست