responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 28  صفحه : 53
النبي عليه السلام في الدنيا محقق، وأن الحال يناسب تعذيب الكافر وإثابة المؤمن، وقوله * (على بينة) * فرق فارق، وقوله * (من ربه) * مكمل له، وذلك أن البينة إذا كانت نظرية تكون كافية للفرق بين المتمسك بها وبين القائل قولا لا دليل عليه، فإذا كانت البينة منزلة من الله تعالى تكون أقوى وأظهر فتكون أعلى وأبهر، ويحتمل أن يقال قوله * (من ربه) * ليس المراد إنزالها منه بل المراد كونها من الرب بمعنى قوله * (يهدي من يشاء) * (المدثر: 31) وقولنا الهداية من الله، وكذلك قوله تعالى: * (كمن زين له سوء عمله) * فرق فارق، وقوله * (واتبعوا أهواءهم) * تكملة وذلك أن من زين له سوء عمله وراجت الشبهة عليه في مقابلة من يتبين له البرهان وقبله، لكن من راجت الشبهة عليه قد يتفكر في الأمر ويرجع إلى الحق، فيكون أقرب إلى من هو على البرهان، وقد يتبع هواه ولا يتدبر في البرهان ولا يتفكر في البيان فيكون في غاية البعد، فإذن حصل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمن مع الكافر في طرفي التضاد وغاية التباعد حتى مدهم بالبينة، والكافر له الشبهة وهو مع الله وأولئك مع الهوى وعلى قولنا * (من ربه) * معناه الإضافة إلى الله، كقولنا الهداية من الله، فقوله * (اتبعوا أهواءهم) * مع ذلك القول يفيد معنى قوله تعالى: * (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) * (النساء: 79) وقوله * (كمن زين له سوء عمله) * بصيغة التوحيد محمول على لفظة من، وقوله * (واتبعوا أهواءهم) * محمول على معناه فإنها للجميع والعموم، وذلك لأن التزيين للكل على حد واحد فحمل على اللفظ لقربه منه في الحس والذكر، وعند اتباع الهوى كل أحد يتبع هوى نفسه، فظهر التعدد فحمل على المعنى.
ثم قال تعالى * (مثل الجنة التى وعد المتقون فيهآ أنهار من مآء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد فى النار وسقوا مآء حميما فقطع أمعآءهم) *.
قوله تعالى: * (مثل الجنة التي وعد المتقون) *. لما بين الفرق بين الفريقين في الاهتداء والضلال بين الفرق بينهما في مرجعهما ومآلهما، وكما قدم من على البينة في الذكر على من اتبع هواه، قدم حاله في مآله على حال من هو بخلاف حاله، وفي التفسير مسائل:
المسألة الأولى: قوله تعالى: * (مثل الجنة) * يستدعي أمرا يمثل به فما هو؟ نقول فيه وجوه: الأول: قول سيبويه حيث قال المثل هو الوصف معناه وصف الجنة، وذلك لا يقتضي ممثلا به، وعلى هذا ففيه احتمالان أحدهما: أن يكون الخبر محذوفا ويكون * (مثل الجنة) * مبتدأ تقديره فيما قصصناه مثل الجنة، ثم يستأنف ويقول * (فيها أنهار) *، وكذلك القول في سورة الرعد يكون قوله تعالى: * (تجري من تحتها الأنهار) * (الرعد: 35) ابتداء بيان والاحتمال الثاني: أن يكون فيها أنهار وقوله * (تجري من تحتها) * خبرا كما يقال صف لي زيدا، فيقول القائل: زيد أحمر قصير، والقول الثاني: أن المثل زيادة والتقدير: الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار.
الوجه الثاني: ههنا الممثل به محذوف غير

نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 28  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست