responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 14  صفحه : 220
أنهم يناقضون أنفسهم في هذه الأقاويل.
وأما قوله تعالى حكاية عنهم: * (ادع لنا ربك بما عهد عندك) * فقال صاحب " الكشاف ": ما في قوله: * (بما عهد عندك) * مصدرية والمعنى: بعهده عندك وهو النبوة، وفي هذه الباء وجهان:
الوجه الأول: أنها متعلقة بقوله: * (ادع لنا ربك) * والتقدير * (ادع لنا) * متوسلا إليه بعهده عندك.
والوجه الثاني: في هذه الباء أن تكون قسما وجوابها قوله: * (لنؤمنن لك) * أي أقسمنا بعهد الله عندك * (لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك) * وقوله: * (ولنرسلن معك بني إسرائيل) * كانوا قد أخذوا بني إسرائيل بالكد الشديد فوعدوا موسى عليه السلام على دعائه بكشف العذاب عنهم الإيمان به والتخلية عن بني إسرائيل وإرسالهم معه يذهب بهم أين شاء. وقوله: * (فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه) * المعنى أنا ما أزلنا عنهم العذاب مطلقا، وما كشفنا عنهم الرجز في جميع الوقائع، بل إنما أزلنا عنهم العذاب إلى أجل معين، وعند ذلك الأجل لا نزيل عنهم العذاب بل نهلكهم به وقوله: * (إذا هم ينكثون) * هو جواب لما يعني فلما كشفنا عنهم فاجؤا النكث وبادروه ولم يؤخروه كما كشفنا عنهم نكثوا.
* (فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) *.
واعلم أن المعنى أنه تعالى، لما كشف عنهم العذاب من قبل مرات وكرات ولم يمتنعوا عن كفرهم وجهلهم، ثم بلغوا الأجل المؤقت انتقم منهم بأن أهلكهم بالغرق، والانتقام في اللغة سلب النعمة بالعذاب، واليم البحر، قال صاحب " الكشاف ": اليم البحر الذي لا يدرك قعره، وقيل: هو لجة البحر ومعظم مائه، واشتقاقه من التيمم، لأن المستقين به يقصدونه وبين تعالى بقوله: * (بأنهم كذبوا بآياتنا) * أن ذلك الانتقام هو لذلك التكذيب. وقوله: * (وكانوا عنا غافلين) * اختلفوا في الكناية في عنها فقيل أنها عائدة إلى النقمة التي دل عليها قوله: * (انتقمنا) * والمعنى وكانوا عن النقمة قبل حلولها غافلين، وقيل الكناية عائدة إلى الآيات وهو اختيار الزجاج. قال: لأنهم كانوا لا يعتبرون بالآيات التي تنزل بهم.
فإن قيل: الغفلة ليست من فعل الإنسان ولا تحصل باختياره فكيف جاء الوعيد على الغفلة.


نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 14  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست