responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 14  صفحه : 155
البحث الثالث: أخاهم: أي صاحبهم ورسولهم، والعرب تسمي صاحب القوم أخ القوم، ومنه قوله تعالى: * (كلما دخلت أمة لعنت أختها) * (الأعراف: 38) أي صاحبتها وشبيهتها. وقال عليه السلام: " إن أخا صداء قد أذن وإنما يقيم من أذن " يريد صاحبهم.
البحث الرابع: قالوا نسب هود هذا: هود بن شالخ، بن أرفخشد، بن سام. بن نوح. وأما عاد فهم قوم كانوا باليمن بالأحقاف، قال ابن إسحاق: والأحقاف، الرمل الذي بين عمان إلى حضرموت.
البحث الخامس: اعلم أن ألفاظ هذه القصة موافقة للألفاظ المذكورة في قصة نوح عليه السلام إلا في أشياء: الأول: في قصة نوح عليه السلام: * (فقال يا قوم اعبدوا الله) * (الأعراف: 59) وفي قصة هود: * (قال يا قوم اعبدوا الله) * والفرق أن نوحا عليه السلام كان مواظبا على دعواهم وما كان يؤخر الجواب عن شبهاتهم لحظة واحدة. وأما هود فما كانت مبالغته إلى هذا الحد فلا جرم جاء " فاء التعقيب " في كلام نوح دون كلام هود. والثاني: أن في قصة نوح * (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * (الأعراف: 59) وقال في هذه القصة: * (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) * والفرق بين الصورتين أن قبل نوح عليه السلام لم يظهر في العالم مثل تلك الواقعة العظيمة وهي الطوفان العظيم، فلا جرم أخبر نوح عن تلك الواقعة فقال: * (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * وأما واقعة هود عليه السلام فقد كانت مسبوقة بواقعة نوح وكان عند الناس علم بتلك الواقعة قريبا، فلا جرم اكتفى هود بقوله: * (أفلا تتقون) * والمعنى تعرفون أن قوم نوح لما لم يتقوا الله ولم يطيعوه نزل بهم ذلك العذاب الذي اشتهر خبره في الدنيا فكان قوله: * (أفلا تتقون) * إشارة إلى التخويف بتلك الواقعة المتقدمة المشهورة في الدنيا.
والفرق الثالث: قال تعالى في قصة نوح: * (قال الملأ من قومه) * وقال في قصة هود: * (قال الملأ الذين كفروا من قومه) * والفرق أنه كان في أشراف قوم هود من آمن به، منهم مرثد بن سعد، أسلم وكان يكتم إيمانه فأريدت التفرقة بالوصف ولم يكن في أشراف قوم نوح مؤمن.
والفرق الرابع: أنه تعالى حكى عن قوم نوح أنهم قالوا: * (إنا لنراك في ضلال مبين) * وحكى عن قوم هود أنهم قالوا: * (إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين) * والفرق بين الصورتين أن نوحا عليه السلام كان يخوف الكفار بالطوفان العام وكان أيضا مشتغلا بإعداد السفينة وكان يحتاج إلى أن يتعب نفسه في إعداد السفينة، فعند هذا، القوم قالوا: * (إنا لنراك في ضلال مبين) * (الأعراف: 60) ولم يظهر شيء من العلامات التي تدل على ظهور الماء في تلك المفازة. أما هود عليه السلام فما ذكر شيئا

نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 14  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست