responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التاويل) نویسنده : النسفي    جلد : 4  صفحه : 165
* (واتقوا الله لعلكم ترحمون) *
بذلك اخوتكم يعقوب * (واتقوا الله لعلكم ترحمون) * اى واتقوا الله فالتقوى تحملكم على التواصل والائتلاف وكان عند فعلكم ذلك وصول رحمة الله إليكم مرجوا والآية تدل على أن البغى لا يزيل اسم الايمان لأنه سماهم مؤمنين مع وجود البغى * (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن) * القوم الرجال خاصة لأنهم القوام بأمور النساء قال الله تعالى الرجال قوامون على النساء وهو في الأصل جمع فائم كصوم وزورق في جمع صائم وزائر واختصاص القوم بالرجال صريح الآية إذ لو كانت النساء داخلة في قوم لم يقل ولا نساء وحقق ذلك زهير في قوله * وما أدرى ولست اخال أدرى أقوم آل حصن أم نساء *
واما قولهم في قوم فرعون وقوم عاد هم الذكور والإناث فليس لفظ القوم بمتعاط للفريقين ولكن قصد ذكر الذكور وترك ذكر الإناث لأتهن توابع لرجالهن وتنكير القوم والنساء يحتمل معنيين ان يراد لا يسخر بعض المؤمنين والمؤمنات من بعض وان يقصد إفادة الشياع وان يصير كل جماعة منهم منهية من السخرية وانما لم يقل رجل من رجل ولا امرأة من امرأة على التوحيد اعلاما باقدام غير واحد من رجالهم وغير واحدة من نسائهم على السخرية واستفظاعا للشان الذي كانوا عليه وقوله عسى ان يكونوا خيرا منهم كلام مستأنف ورد مورد جوبا المستخير عن علة النهى والا فقد كان حقه ان يوصل بما قبله بالفاء والمعنى وجوب أن يعتقد كل واحد ان المسخور منه ربما كان عند الله خيرا من الساخر إذ لا اطلاع للناس الا على الظواهر ولا علم لهم بالسرائر والذي يزن عند الله خلوص الضمائر فينبغي ان لا يجترىء أحد على الاستهزاء بمن تقتحمه عينه إذ رآه رث الحال أو ذا عاهة في بدنه أو غير لبيق في محادثته فلعله اخلص ضميرا واتقى قلبا ممن هو على ضد صفته فيظلم نفسه بتحقير من وقره الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه البلاء موكل بالقول لو سخرت من كلت لخشيت ان أحول كلبا * (ولا تلمزوا أنفسكم) * ولا تطعنوا أهل دينكم واللمز الطعن والضرب باللسان ولا تلمزوا يعقوب وسهل والمؤمنون كنفس واحدة فإذا عاب المؤمن المؤمن فكأنما عاب نفسه وقيل معناه لا تفعلوا ما تلمزون به لأن من فعل ما استحق به اللمز فقد لمز نفسه حقيقة * (ولا تنابزوا بالألقاب) * التنابز بالألقاب التداعى بها والنبز لقب السوء والتقليب المنهى عنه هو ما يتداخل المدعو به كراهة لكونه تقصيرا به وذما له فاما ما يحبه فلا بأس به وروى أن قوما من بني تميم استهزءوا ببلال وخباب وعمار وصهيب فنزلت وعن عائشة رضي الله عنها انها كانت تسخر من زينب بنت خزيمة وكانت قصيرة وعن انس رضي الله عنه عيرت نساء النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة

نام کتاب : تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التاويل) نویسنده : النسفي    جلد : 4  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست