responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التاويل) نویسنده : النسفي    جلد : 1  صفحه : 107
البقرة (222 _ 223))
* (ويسألونك عن المحيض) * هو مصدر يقال حاضت محيضا كقولك جاء مجيئا * (قل هو أذى) * أي المحيض شيء يستقذر ويؤذى من يقربه * (فاعتزلوا النساء في المحيض) * فاجتنبوهن أي فاجتنبوا مجامعتهن وقيل إن النصارى كانوا يجامعونهن لا يبالون بالحيض واليهود كانوا يعتزلونهن في كل شيء فأمر الله بالاقتصاد بين الأمرين ثم عند أبى حنيفة و أبى يوسف رحمهما الله يجتنب ما اشتمل عليه الإزار ومحمد رحمه الله لا يوجب إلا اعتزال الفرج وقالت عائشة رضي الله عنها يجتنب شعار الدم وله ما سوى ذلك * (ولا تقربوهن) * مجامعين أو ولا تقربوا مجامعتهن * (حتى يطهرن) * بالتشديد كوفي غير حفص أي يغتسلن وأصله يتطهرن فأدغم التاء في الطاء لقرب مخرجيهما غيرهم يطهرن أي ينقطع دمهن والقراءتان كآيتين فعملنا بهما وقلنا له أن يقربها في أكثر الحيض بعد انقطاع الدم و إن لم تغتسل عملا بقراءة التخفيف وفى أقل منه لا يقربها حتى تغتسل أو يمضى عليها وقت الصلاة عملا بقراءة التشديد والحمل على هذا أولى من العكس لأنه حينئذ يجب ترك العمل بإحداهما لما عرف وعند الشافعي رحمه الله لا يقربها حتى تطهر وتتطهر دليله قوله تعالى * (فإذا تطهرن فأتوهن) * فجامعوهن فجمع بينهما * (من حيث أمركم الله) * من المأتى الذي أمركم الله به وحلله لكم وهو القبل * (إن الله يحب التوابين) * من ارتكاب ما نهوا عنه أو العوادين إلى الله تعالى و إن زلوا فزلوا والمحبة لمعرفته بعظم عفو الله حيث لا ييأس * (ويحب المتطهرين) * بالماء أو المتنزهين من أدبار النساء أو من الجماع في الحيض أو من الفواحش كان اليهود يقولون إذا أتى الرجل أهله باركة اتى الولد أحول فنزل * (نساؤكم حرث لكم) * مواضع حرث لكم وهذا مجاز شبهن بالمحاريث تشبيها لما يلقى في أرحامهن من النطف التي منها النسل بالبذور والولد بالبنات ووقع قوله * (نساؤكم حرث لكم) * بيانا وتوضيحا لقوله * (فأتوهن من حيث أمركم الله) * أي أن المأتى الذي أمركم الله به هو مكان الحرث لامكان الفرث تنبيها على أن المطلوب الأصلي في الإتيان هو طلب النسل لإقضاء الشهوة فلا تأتوهن إلا من المأتى الذي نيط به هذا المطلوب * (فأتوا حرثكم أنى شئتم) * جامعوهن متى شئتم أو كيف شئتم باركة أو مستلقية أو مضطجعة بعد أن يكون المأتى واحدا وهو موضع الحرث وهو تمثيل أي فأتوهن كما تأتون اراضيكم التي تريدون أن تحرثوها من أي جهة شئتم لا يحظر عليكم جهة دون جهة وقوله هو أذى فاعتزلوا النساء من حيث أمركم الله فأتوا حرثكم أنى شئتم من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة فعلى كل مسلم أن يتأدب بها ويتكلف مثلها في المحاورات والمكاتبات * (وقدموا لأنفسكم) * ما يجب تقديمه من الأعمال الصالحة وما هو خلاف ما نهيتم عنه أو هو طلب

نام کتاب : تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التاويل) نویسنده : النسفي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست